المجالي يتحدث عن دلالات تصريحات سموترتش المتطرفة بشأن الأردن

 

أكد السفير الأسبق زياد المجالي بأن الأردن راسخ وليس هناك ما يدعو للقلق بشأن كينونته السياسية واستمرارها، مضيفًا ضرورة أن ينال الأشقاء الفلسطينيين حقوقهم الكاملة وفق ما هو متفق عليه دوليًا، وعلى رأس تلك الحقوق إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.


وقال لدى حديثه لقناة المملكة، رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إن تواجد شخصيات متطرفة ضمن الحكومة الإسرائيلية، واحتلالهم لمناصب مؤثرة، يعني أن هذه الحكومة لا يمكن اعتبارها شريكًا صادقًا في عملية السلام، مهما بذلت الأطراف الدولية من جهود، ومنها بالطبع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف المجالي أن هذه الحكومة المتطرفة، بما تضم من عناصر وشخصيات لا تؤمن بالسلام، تسعى إلى تقويض كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتسعى إلى فرض سياسات عدوانية تهدد السلم الإقليمي.

وبيّن أن ما نراه اليوم من اعتداءات إسرائيلية متكررة على قطاع غزة وما حدث في لبنان خلال الأيام الأخيرة، يبين بوضوح أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قد تجاوزت كل الحدود الإنسانية والأخلاقية، فهذه الاعتداءات ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي جرائم ضد الإنسانية، والمفارقة أن العالم كله يشهد هذه الجرائم بوضوح، دون الحاجة إلى تحقيقات دولية أو قرارات جديدة من الأمم المتحدة، وأمام أعين المجتمع الدولي بأسره، ترتكب الحكومة الإسرائيلية جرائم تندرج تحت تصنيف الانتهاكات الإنسانية الكبرى، وهذه الاعتداءات تعزز من قناعة الكثيرين بأن هذه الحكومة لا تسعى إلى السلام بأي شكل من الأشكال.

أما فيما يتعلق بإعادة إحياء تصريحات متطرفة تعود إلى عام 2016 وتداولها في هذا الوقت بالذات، فهذا يكشف لنا عن أهداف أكبر، ومن خلال إعادة هذه التصريحات إلى الواجهة، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إرسال رسائل إلى جمهورها المحلي والإقليمي، تعكس نوايا سياسية تهدف إلى تحويل الصراع من صراع سياسي حول الحقوق المشروعة إلى صراع ديني خطير، وهذا التحول في الخطاب يُعد محاولة واضحة لتسميم العلاقات الدولية، وعندما يصبح النزاع ذا طابع ديني، فإننا أمام خطر نشوب حروب إقليمية وربما عالمية ذات أبعاد دينية وطائفية، وهي سيناريوهات كارثية تهدد السلم والأمن الدوليين، وفقًا لما صرّح به المجالي.

وفي ضوء هذا التصعيد، لفت الانتباه إلى أن قراءة الرسالة المزدوجة التي يسعى الجانب الإسرائيلي إلى إيصالها، ومن جهة، يحاول تشويش الشارع العربي والتأثير عليه من خلال تعزيز الانطباع بأن جهود السلام قد فشلت، وأن الحلول الدبلوماسية لا جدوى منها، ومن جهة أخرى، يحاول أن يظهر أمام الرأي العام الإسرائيلي بأنه حقق "انتصارات تاريخية" تعزز مكانة إسرائيل على الساحة الدولية، مضيفًا أن هذا النوع من التصريحات يأتي في إطار الدعاية الانتخابية الداخلية لإسرائيل، حيث تسعى الحكومة الحالية إلى تصوير نفسها على أنها حائط الصد الوحيد للدولة، وذلك من أجل كسب أصوات الناخبين في أي انتخابات قادمة.

ونوّه المجالي إلى أن الأردن في هذا السياق، يستطيع استثمار هذه التصريحات المتطرفة سياسيًا على المستوى الدولي، فمن خلال تسليط الضوء على خطورة هذه التصريحات، يمكن للأردن أن يوضح للعالم أجمع أن هذه الحكومة الإسرائيلية لا تسعى إلى السلام بل تسعى إلى إشعال الفتن وتوسيع دائرة الصراع في المنطقة، كما أنها تساعد الأردن، على نقل رسالته إلى العالم. فالعالم بات أكثر إدراكاً لمخاطر التيارات المتطرفة التي تسيطر على الحكم في إسرائيل.

وأكد المجالي أن هذه المرحلة تتطلب من الأردن تكثيف جهوده الدبلوماسية، في وقتٍ يقود جلالة الملك المشهد بكل حكمة واقتدار، وقد أثبتت تحركاته الدبلوماسية، سواء في الولايات المتحدة أو في العواصم الأوروبية، أهمية الحفاظ على استقرار المنطقة، وضرورة دعم الجهود الدولية للسلام.

واختتم حديثه بالقول إنه يجدر بالأردن أن يبقى يقظًا، لأن التصعيد في لبنان قد يتجاوز حدود الانتخابات الأمريكية، وقد نرى تدخلات أمريكية مباشرة لردع إسرائيل عن تماديها.