قال الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة، تعليقًا على إلغاء منظمة الطيران المدني الإيراني اليوم الأحد، كافة الرحلات الجوية حتى صباح غدٍ الإثنين، إن مثل هذه الإجراءات تُبنى في الغالب بالاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة، تستند إلى قناعة متزايدة بوجود تهديد وشيك يستهدف العمق الإيراني.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التهديدات المرتبطة بالطيران المدني تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التدابير الاحترازية التي يتم تبنيها للتصدي لهذه المخاطر المتوقعة.

وبيّن السبايلة أن هذه التحذيرات تُترجم على أرض الواقع إلى سلسلة من الإجراءات الاستباقية التي تُتخذ للتخفيف من احتمالات تعرض الداخل الإيراني لهجمات مفاجئة، مضيفًا أن التقديرات الراهنة تشير إلى أن الضربة المتوقعة تعكس استشعارًا إيرانيًا مستندًا إلى معلومات موثوقة، تفيد بأن العملية العسكرية باتت وشيكة وأن تنفيذها قد يكون مسألة ساعات فقط.

ولذلك، تسارع السلطات الإيرانية إلى اتخاذ تدابير احترازية صارمة، من بينها فرض قيود على المجال الجوي، وتعليق حركة الطيران المدني لفترات محددة يتم تقديرها بناءً على تحليلات استخباراتية وتوقعات ميدانية دقيقة. مشيرًا إلى أن هذه التدابير، ورغم طابعها الزمني المحدد، إلا أنها تظل خاضعة للمراجعة والتحديث وفق المستجدات، بما في ذلك أي معلومات إضافية قد تؤكد أو تنفي احتمالات وقوع الهجوم.

وأكد السبايلة أن التصعيد المتبادل في هذا السياق يعكس مستوى عالٍ من التأهب العسكري والسياسي على جانبي النزاع، حيث تسعى كل الأطراف إلى تأمين مصالحها الاستراتيجية في ظل أجواء من التوتر المتصاعد. وبناءً على هذه المعطيات، فإن مسار الأحداث في الساعات القادمة قد يشهد تطورات أكثر حدة، مع احتمال استمرار تلك التدابير الاحترازية لفترات أطول إذا استمرت التهديدات بالتصاعد.