البراري: على المحور البدء بشن هجوم مستدام

 

رجّح المحلل السياسي حسن البراري، عدم الوصول إلى حل عسكري للمنازلة الإيرانية الإسرائيلية، فالجميع يسعى لامتلاك ما يمكن امتلاكه من أوراق توطئة لتسوية سياسية كبرى قادمة.

وقال البراري عبر حسابه في موقع فيسبوك إن "استراتيجية إسرائيل قائمة على ضرب ما تراه من (أذرع) إيران لحرمانها من أي ورقة استراتيجية يمكن استثمارها حين يأتي وقت التسوية الكبرى في الإقليم".

وأضاف البراري أن "حزب الله أخطأ بشكل كارثي عندما اكتفى بمعركة الاسناد واعتقد حسن نصر الله أن إسرائيل ستقبل باستمرار معركة الاسناد، وأخطأ عندما اعتقد إن ايران ستردع إسرائيل. فقد بالغ بقدرة إيران وبالغ في تقديره لضعف إسرائيل، لذلك تلقى ضربة قاصمة ما زال الحزب يترنح تحت شدة وطأتها مع أن المعركة لم تحسم وقد لا تحسم كما يريد نتنياهو".

وأكد أنه "على هذا المحور التوقف عن الإسناد والبدء بشن هجوم مستدام على إسرائيل وألا ينتظر أن تتخلص منهم إسرائيل الواحد تلو الآخر ثم يتفرغ لإيران المهشمة والمحرومة من الأذرع".

وتابع: “علينا شكر المقاومة وحزب الله وايران على كشفهم لنا الوجه الحقيقي لهذا الكيان وبرهان ما كنا نكتبه منذ اكثر من عشرين عام والمتعلق بحتمية الصدام مع هذا المشروع الاستيطاني الاحلالي، وربما استفدنا من محور المقاومة باشغال اسرائيل لمدة عام وكان علينا ان نستعد عسكريا ومعنويا وشعبيا لمواجهة مصيريه قد تكون اقرب مما يظن صناع القرار. لا يكفي التصريحات والتأكيد على موقفنا في المحافل الدولية. لن يقبل التيار الديني القومي المهيمن بأقل من طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ولم يمكن أن يوقف هذا المشروع المتهور إلا رفع الكلفة عليهم وجعلها لا تطاق وهذا يحتاج مقاربة موازية".

ماذا سيحدث في الأيام المقبلة؟

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تعليق له على الرد الإيراني إن قيمة الرد لا تكمن في القيمة التدميرية بقدر ما هي تكتيكية في القدرة على اختراق الدفاعات الجوية الثلاث للاحتلال، وهي "حيتس" و"مقلاع داوود" و"القبة الحديدية"، واستراتيجياً في كسر التفوق الذي أراد الاحتلال تحقيقه في المنطقة وتجريده من الردع وتحقيق توازن القوى.

وفي تعليقه على التوغل البري في جنوب لبنان، أشار أبو زيد إلى أن قوات الاحتلال توغلت بقوات كوماندوز تابعة لفرقة المظليين 98 من منطقة الوزاني باتجاه المطلة، ولم تنجح سوى في توغل محدود لمسافة لم تتجاوز عشرات الأمتار، في مؤشر على أن الاحتلال يخشى مواجهة برية قد تكون غير محسوبة بدقة فيما يتعلق بما تبقى من قدرات حزب الله بعد القصف والاختراق الذي تعرض له.

وأضاف أبو زيد أننا أمام مشهد متسارع يريد الاحتلال من خلاله التغطية على الفشل الأمني الذي وصل إلى قلب تل أبيب بعملية أمنية قتل فيها 8 إسرائيليين، والإخفاق في التوغل داخل جنوب لبنان (لغاية الآن)، وعمليات للمقاومة في غزة تكللت ببيان لأبو عبيدة وصف اليوم بأنه استثنائي.

وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال سيرد على الضربة الإيرانية، وقد يذهب بعيداً خلال الأيام القليلة القادمة باتجاه مواقع انتشار الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق، إلا أنه من غير المتوقع أن تسمح واشنطن للاحتلال بالرد في العمق الإيراني في هذا التوقيت على أقل تقدير.