في اليوم العالمي للقهوة، الذي يصادف الأول من أكتوبر، أظهرت دراسة حديثة أن تناول كوب واحد من القهوة يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الخرف، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وأشارت الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة نينغشيا الطبية في الصين، إلى أن تناول القهوة والشاي بانتظام قد يساهم في خفض هذا الخطر.

البحث، الذي نُشر في مجلة تقارير علمية، استند إلى متابعة صحية لأكثر من 450 ألف مشارك على مدى 15 عامًا، وقد أظهرت النتائج أن تناول نصف كوب إلى كوب من القهوة يوميًا كان له تأثير إيجابي في خفض احتمالية الإصابة بالخرف، مقارنةً بأولئك الذين يستهلكون كميات أكبر من القهوة.

وأضافت الدراسة أن تناول الشاي له تأثير مشابه، حيث أن شرب أربعة إلى خمسة أكواب من الشاي يوميًا قلل من خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وأوضحت النتائج أن القهوة المطحونة، التي تحتوي على نسبة أعلى من الكافيين مقارنة بالقهوة الفورية أو منزوعة الكافيين، ارتبطت بأدنى خطر للإصابة بالخرف. يُعتقد أن هذه المشروبات تقلل الالتهاب وتحمي الحاجز الدموي في الدماغ، مما يساهم في الحماية من الأمراض العصبية مثل الزهايمر.

تشير الدراسة إلى أن القهوة والشاي يحتويان على مركبات نشطة بيولوجيًا، مثل مضادات الأكسدة والمواد المضادة للالتهابات، التي تلعب دورًا في حماية الدماغ من التلف وتقليل الالتهاب الوعائي. هذه الفوائد قد تساهم في الحفاظ على سلامة الحاجز الدموي في الدماغ، الذي يحمي الجهاز العصبي المركزي من السموم والمواد الضارة.

الباحثون يوضحون أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذا المرض. لكن، من خلال إدارة عوامل الخطر مثل التحكم بضغط الدم، يمكن خفض فرص الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 45%، وفقًا لما أشارت إليه دراسات سابقة.

وأوصى الخبراء في الدراسة بضرورة شرب القهوة باعتدال، مؤكدين أن الجرعة هي العامل الحاسم في تحقيق هذه الفوائد الصحية. فالإفراط في تناول القهوة، خاصة أكثر من ستة أكواب يوميًا، قد يكون له تأثير عكسي على الصحة العامة والدماغ.

في النهاية، تظل القهوة والشاي من المشروبات الشعبية التي تحتوي على العديد من الفوائد الصحية، بشرط تناولها بشكل معتدل ومناسب، وقد تكون وسيلة فعالة في تقليل خطر الإصابة بالخرف خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.