التدخل البري... المحدود؟!

 


رأي مسار

بدأت إسرائيل تدخلها البري في جنوب لبنان، وذلك بعد تمهيدٍ واسع النطاق أدّاه سلاح الجو، مترافقاً مع مسلسل الاغتيالات الواسعة، لقاعدة الحزب وكوادره والتي لم تتوقف عند اغتيال السيد حسن نصر الله رأس الهرم، وبما طال كذلك قيادات إيرانية وفلسطينية حليفة.

التدخل البري.. حرصت إسرائيل على وصفه بالجزيء والمحدود، وذلك لتهدئة ردود الفعل من جانب الدول المتحفظة عليه، إلا أن إمكانية اتساعه لأن يكون مقدمة لتأسيس حزامٍ أمنيٍ عازلٍ تظل واردة وقد تكون حتمية.

الحرب على الجبهة الشمالية، ربما تكون الأشرس من كل ما سبقها من حروب، عدا حرب سلامة الجليل في العام 1982، ولكن محاذيرها على إسرائيل ستكون حتماً أكثر وأشد من مزاياها.. أولاً لأنها جربتها في السابق وفشلت، وثانياً وهذا هو الأهم أنها وهي تحصر الحرب مع حزب الله، تطورها فعلاً لتكون حرباً مع الشعب اللبناني، الذي لن يقبل لاحتلال إسرائيل لجزءٍ من أراضيه، وسينتج مقاومة وطنية كتلك التي أرغمت إسرائيل على الفرار من الجنوب في العام 2000.

نتنياهو وجنرالاته مأخوذون ومزهوّون بإنجازات اللحظة، وخصوصاً اغتيال السيد حسن نصر الله وكوكبة من رفاقه، وما دامت إسرائيل فخورة بما فعلت، وتتباهى باستطاعتها الوصول بطيرانها إلى أي مكان، عبر تجنيد أمريكا والناتو كجدار تستند إليه أو تختبئ وراءه، فإن ما لم تدركه حتى الآن أنها جربت كل السيناريوهات التي أدّتها بقوة السلاح على مدى قرن، والنتيجة كما نراها الآن، حروبٌ تعرف إسرائيل كيف تبدأها ولا تعرف كيف تنهيها.