الرفوع لـ"أخبار الأردن": لا فرق بين خطر إيران وإسرائيل على الأردن

 

قال الوزير الأسبق وأستاذ العلوم السياسية الدكتور فيصل الرفوع إن مسار الصراع الحالي بين حزب الله وإسرائيل كان في طور التكوين منذ عام 2006، وأن الأردن، الذي يدرك المد والجزر المتغيرين في الجغرافيا السياسية الإقليمية، كان يحسب تحركاته بدقة وشفافية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية، أن الأردن احتك مع إسرائيل أكثر من أي دولة عربية أخرى، وأن الحروب العربية التي تلت عام 1980، مجرد مغامرات سيئة التخطيط ولم تفعل الكثير لتعزيز القضية العربية.

وسلّط الرفوع الضوء على الاستراتيجية العسكرية والدبلوماسية الواضحة للأردن، معترفًا بأنه يراقب عن كثب ما يحدث على جبهاته المتعددة - ليس فقط الحدود التي يبلغ طولها 430 كيلومترًا مع بعض فلسطين - إسرائيل، بل حتى مع العراق وسوريا، حيث تؤدي الأهداف الإقليمية المتضاربة إلى تعقيد أهداف الأردن الأمنية.

ودعا إلى عودة التجنيد العسكري الإلزامي، جنبًا إلى جنب مع إحياء الجيش الشعبي، مع وجود أفراد عسكريين متقاعدين - يبلغ عددهم حوالي ربع مليون - بمثابة العمود الفقري لهذه القوة الجديدة.

وأكد الرفوع أن أمن الحدود الشمالية والشرقية للأردن أولوية، ففي حالة تعثر حزب الله في مواجهته مع إسرائيل، فإنه، أي حزب الله، قد يحول إحباطاته وجام غضبه نحو الدول العربية المعتدلة مثل الأردن، ما يخلق تحديًا أمنيًا محتملًا.

وقال إن إسرائيل وإيران تتشابهان في أنهما قوتان متحدتان ومستعدتان لسحق كل من يعارض مصالحهما، مشددًا على كيفية تشابك نفوذ طهران في المنطقة مع صعود حزب الله.

ودعا الدكتور الرفوع الأردن إلى تنويع شراكاته العسكرية ومصادر الأسلحة، وأنه لا يجدر بالمملكة أن تعتمد على دولة واحدة لتلبية احتياجاتها الدفاعية، مستشهدًا باستراتيجية الملك الراحل الحسين بن طلال، والذي سعى خلال فترة السبعينيات إلى إيجاد سبل متعددة للمشتريات العسكرية عندما رفضت الولايات المتحدة توريد صواريخ هوك إلى الأردن، فاستعاض عنها في بمنظومة السام السوفيتية.

ونوّه إلى أن أمن الأردن يكمن في علاقة متناغمة بين القيادة وتطلعات شعبها، وخاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار الوطني، وأن هذا التوافق هو مفتاح بقاء الأردن دولة مستقرة وقادرة على الصمود في مواجهة تحديات المنطقة.