البستنجي لـ"أخبار الأردن": عودة ساعر تُقرّب نهاية نتنياهو

 

قال الباحث والكاتب في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي، إن عودة جدعون ساعر إلى الحكومة الإسرائيلية يحمل عدة معانٍ عدة، فهذه الخطوة إشارة مباشرة إلى أن بنيامين نتنياهو، العملاق السياسي الذي هيمن على السياسة الإسرائيلية لعقود من الزمان، يقترب من نهاية حكمه.

وأضاف البستنجي، في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن ساعر نجح في نحت هويته وكأنه بديل شرعي لنهج نتنياهو الاستبدادي المتزايد، وأن انفصال ساعر عن حزب الليكود وتشكيله لحزب الأمل الجديد يعد تحديًا مفتوحًا لقبضة نتنياهو على السلطة، ليستغل ساعر إحباطات الشارع الإسرائيلي، ودوائر صنع القرار، وخاصة بين الناخبين اليمينيين الذين شعروا بالعزلة بسبب تورط نتنياهو في الخلافات القانونية وإعطائه الأولوية للبقاء الشخصي على المصلحة الوطنية.

وبيّن البستنجي أن عودة ساعر بمثابة توحيد للقوى الداخلية التي لم تعد على استعداد للتسامح مع نتنياهو، وأن هذا يتعلق بتحول أساسي في الطريقة التي يُنظر بها إلى القيادة الإسرائيلية، فنتنياهو، الذي صوّر نفسه لسنوات باعتباره الزعيم الذي لا غنى عنه لإسرائيل، وأنه مهندس الأمن والازدهار، يواجه الآن حقيقة مفادها أن قبضته على السلطة تترنح، وأن إسرائيل تتوق إلى حقبة ما بعد نتنياهو.

وأوضح أن حكم نتنياهو يتميز بـ "دوامة من الفوضى" اخترقت مؤسسات إسرائيل والنسيج المجتمعي، فقد كانت فترات نتنياهو المتعددة في منصبه مثيرة للجدل والجدال، بما في ذلك محاكمته بالفساد، واتهامه بإضعاف المؤسسات الديمقراطية، الأمر الذي تسبب بانزلاق إسرائيل إلى سلسلة من الأزمات غير المسبوقة، بما في ذلك أربعة انتخابات غير حاسمة في غضون عامين وحكومة غير قادرة على معالجة القضايا الأساسية بشكل فعّال.

وبحسب البستنجي، فإن عودة ساعر تشير إلى أن النخبة السياسية الإسرائيلية تعيد ترتيب صفوفها على نحو قد يعجل بنهاية المسيرة السياسية لنتنياهو، وبالنسبة للعديد من الدوائر السياسية اليمينية في إسرائيل، فإن ساعر يمثل الزعامة البراجماتية والمبدئية التي فقدها نتنياهو بمرور الوقت.