معاناة التنقل: أبناء قرى المحافظات من المرضى القادمين للعلاج في العقبة،،، إرحموا من بالأرض

 

كتب أ.د. محمد الفرجات

يواجه المرضى ومراجعو مستشفى سمو الأمير هاشم من أبناء قرى محافظتي العقبة ومعان تحديات جسيمة بمجرد وصولهم إلى العقبة. عند نزولهم على تقاطع التاسعة، يبدأ كابوس جديد من المعاناة، إذ يضطرون للانتظار طويلاً بحثًا عن وسيلة نقل توصلهم إلى المستشفى الذي يبعد حوالي 4 كيلومترات. وفي هذه الأثناء، يتعرضون للحرارة الشديدة في الصيف، وللبرد القارس في الشتاء، بالإضافة إلى خطر الدهس في منطقة تعتبر حيوية ومزدحمة.

للأسف، لا توجد أماكن مخصصة للانتظار، ولا تتوفر خطوط باصات تسير بتردد منتظم. يعتمد كل شيء على الحظ، مما يزيد من صعوبة الموقف، خاصةً لمن لا يستطيعون تحمل تكلفة أجرة التاكسي، وقد كان من الصعب عليهم حتى تدبير أجرة الباص من قراهم.

حوادث مؤلمة، مثل دهس سيدة مسنّة قبل فترة، تذكرنا بخطورة الوضع الحالي. في صباح اليوم، لفت انتباهي أحد ذوي الاحتياجات الخاصة الذي نُقل على عربته، حيث عانى من صعوبة في الشق بين الكندرين والأتربة، مهددًا بخطر السقوط. هؤلاء المرضى، بغض النظر عن حالتهم الصحية، استيقظوا مبكرًا ليتلقوا العلاج، لكن الوصول إلى المستشفى أصبح التحدي الأكبر.

الحل الأمثل يكمن في إجبار الحافلات التي نقلتهم على توصيلهم إلى المستشفى مباشرة. يجب أن نضع مصلحة هؤلاء المرضى في المقام الأول، وعدم الاستماع إلى تذمر من يستفيد من إنزالهم على التقاطع. هؤلاء هم مرضى، أطفال ونساء وحوامل وكبار سن وذوي احتياجات خاصة، ولا ينبغي أن يُعتبروا سلعة.

يجب أن نتحرك سريعًا لإنهاء هذه المعاناة وضمان وصولهم بأمان وراحة إلى مستشفى سمو الأمير هاشم. من الضروري أن يتم وضع حلول عملية مستدامة لتحسين خدمات النقل، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث وضمان الرعاية الصحية اللازمة لكل محتاج.