الشاي الأخضر مقابل أوزمبيك.. كم ستفقد من الوزن؟

 

يسهم عقار أوزمبيك -المخصص لعلاج مرض السكري- في فقدان الوزن، وهذا أمر مثبت علمياً، لكن في الوقت الحالي، تُتداول مزاعم حول قدرة الشاي الأخضر على المساعدة في فقدان الوزن، حتى أن البعض يصفه بأنه "أوزمبيك طبيعي". فهل هذه المزاعم دقيقة؟

كتبت داني بلوم في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن الشاي الأخضر يحظى بشعبية كبيرة على منصة تيك توك، حيث يقترح بعض المنشورات شرب ما يصل إلى 5 أكواب يومياً لفقدان الوزن. ورغم أن هناك بعض الأبحاث التي تناولت العلاقة بين الشاي الأخضر وفقدان الوزن، فإن الأدلة على فعالية الشاي الأخضر في "إذابة الشحوم" ليست واضحة بما فيه الكفاية، وفقاً للدكتورة جيوتسنا غوش، طبيبة طب السمنة في جامعة جونز هوبكنز.

العلاقة بين الشاي الأخضر وهرمون GLP-1
تروج العديد من مقاطع الفيديو على تيك توك لفكرة أن الشاي الأخضر يعزز إفراز هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1)، وهو هرمون يُفرز من الأمعاء بعد تناول الطعام ويساهم في تحفيز البنكرياس لإفراز الأنسولين الذي بدوره يقلل نسبة السكر في الدم. يعمل الهرمون أيضاً على إبطاء معدل خروج الطعام من المعدة ويؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم الشهية والجوع.

تعمل المادة الفعالة في عقار أوزمبيك، المعروفة باسم سيماغلوتيد (Semaglutide)، عن طريق محاكاة عمل هرمون GLP-1، ما يساعد على شعور الشخص بالشبع بشكل أسرع وتقليل الشهية بشكل كبير. ويؤدي ذلك إلى فقدان الوزن عند استخدام العقار.

هل يعزز الشاي الأخضر إفراز GLP-1؟
اقترح بعض الباحثين أن الشاي الأخضر قد يحفز إفراز GLP-1، استناداً إلى الدراسات التي أظهرت أن مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم لدى الفئران المصابة بمرض السكري. ومع ذلك، فإن الدراسات التي أجريت على البشر قليلة جداً، ونتائجها غير حاسمة. على سبيل المثال، أشارت تجربة سريرية أُجريت على 92 شخصاً مصاباً بمرض السكري من النوع الثاني إلى عدم وجود فرق كبير في إنتاج GLP-1 بين أولئك الذين تناولوا مستخلص الشاي الأخضر وأولئك الذين تناولوا دواء وهمياً.

يشير الخبراء إلى أن تأثير الشاي الأخضر المحتمل على GLP-1 قد يكون ضئيلاً جداً. وأوضحت الدكتورة جيوتسنا أن أي طعام أو مشروب يمكن أن يزيد مستويات GLP-1 بشكل مؤقت، لكن هذا التأثير يستمر لبضع دقائق فقط قبل أن تنخفض مستويات الهرمون مرة أخرى، مما يؤدي إلى شعور الجوع مجدداً. على العكس من ذلك، تبقى أدوية مثل أوزمبيك في الجسم لعدة أيام وتعمل على قمع الشهية لفترة أطول بكثير، مما يجعلها أكثر فعالية في المساعدة على فقدان الوزن.

هل يساعد الشاي الأخضر في فقدان الوزن؟
تركز العديد من الادعاءات المتعلقة بفقدان الوزن حول الشاي الأخضر على مكونين رئيسيين: الكافيين ومضادات الأكسدة. من الناحية النظرية، يمكن أن يعمل الكافيين على تسريع عملية الأيض، لكن تأثيره على فقدان الوزن ليس كبيراً بما يكفي ليكون له أثر ملحوظ.

الشاي الأخضر يحتوي أيضاً على مركبات تعرف باسم البوليفينول، وهي مضادات أكسدة قد تساعد في حماية الخلايا من التلف وتقليل الالتهابات. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات والخلايا البشرية أن هذه المركبات قد تُحسّن عملية التمثيل الغذائي وتقلل امتصاص الدهون من الأمعاء، لكن التجارب السريرية على البشر جاءت بنتائج مختلطة.

أجريت العديد من الدراسات الصغيرة التي بحثت في العلاقة المباشرة بين الشاي الأخضر وفقدان الوزن. في إحدى الدراسات التي استعرضت 12 تجربة عشوائية محكومة، وجد أن الأشخاص الذين تناولوا مستخلص الشاي الأخضر فقدوا كمية ضئيلة من الوزن، لكن هذه الكمية لا تعتبر مهمة من الناحية السريرية. وفي دراسات أخرى، تبين أن الأشخاص الذين شربوا الشاي الأخضر فقدوا أقل من 4 أرطال (1.8 كغم) في المتوسط.

مقارنة بين الشاي الأخضر وأوزمبيك
بحسب روب فان دام، أستاذ علوم التمارين والتغذية في كلية الصحة العامة بجامعة جورج واشنطن، فإن الأشخاص الذين يلجأون إلى الشاي الأخضر لفقدان الوزن "لا يمكنهم توقع نتائج كبيرة"، وبالتأكيد لا يمكن مقارنة فعالية الشاي الأخضر بأدوية مثل أوزمبيك. وأضافت جوليا زومبانو، أخصائية التغذية المسجلة في عيادة كليفلاند، أن التركيز على مشروب أو طعام واحد لفقدان الوزن يغفل العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على هذه العملية، مثل النظام الغذائي العام للشخص، عادات ممارسة التمارين، الجينات، الإجهاد، والصحة الأيضية، وحتى جودة النوم.

كم ستفقد من الوزن مع الشاي الأخضر مقارنة بأوزمبيك؟
وفقاً لتقرير نُشر في موقع هيلث لاين، فقد وجدت مراجعتان بحثيتان على مكملات الشاي الأخضر أن الأشخاص فقدوا حوالي 3 أرطال (1.3 كغم) في المتوسط على مدى 12 أسبوعاً. في المقابل، تشير الدراسات إلى أن تناول الجرعة المناسبة من أوزمبيك يمكن أن يؤدي إلى فقدان ما لا يقل عن 5% من وزن الجسم في الأشهر الثلاثة الأولى، ومع الاستمرار في استخدام الدواء يمكن أن تصل النسبة إلى فقدان 15% إلى 20% من الوزن.

لذلك، فإن الزعم بأن الشاي الأخضر هو "أوزمبيك طبيعي" ليس دقيقاً، ولا توجد مقارنة فعلية بين الشاي الأخضر وعقار أوزمبيك من حيث الفعالية في فقدان الوزن.