المغاربة لـ"أخبار الأردن": إسرائيل تعلم أن النسر الأمريكي سيتخلى عنها

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن صورة إسرائيل باعتبارها "ذئبًا جريحًا" يعد مثالًا على كيانٍ يتأرجح على كف البقاء، مبينًا أن الكيان الصهيوني يتفاعل مع الأحداث الجارية بدافع اليأس، لا بدافع التفوق أو القوة الاستراتيجية المدروسة، وأن حجم الاستشراس وفظاعته في لبنان، يُثبت ذلك.

 

وأوضح المغاربة في تصريحٍ لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن إسرائيل تدرك الخطر الوشيك الذي تواجهه، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على الهروب من الحتمية، وهذا في حد ذاته يحولها من كونها قوة هجومية إلى قوة دفاعية، لا تقاتل من أجل الهيمنة، بل من أجل البقاء.

وبيّن المغاربة أن عملية "البيجر" الأخيرة تعتبر نقطة تحول في قدرات إسرائيل في مجال الحرب السيبرانية ومكانتها الدولية، فعلى الصعيد الدولي، حفَّزت العملية إجماعًا غير معلن ضد إسرائيل، لتقوم بعض الدول الغربية ومعها كبرى شركات التكنولوجيا الدولية بتحصين نفسها، ورويدًا رويدًا سيتم تحييد إسرائيل، وعزل وكلائها.

كما أن قدرة إيران على الاستفادة من الموقف من خلال جذب الدعم العالمي، وخاصة في مجال الأمن السيبراني، أدّى إلى تحول دراماتيكي في ميزان القوى، فإيران ستعمل على استغلال هذه الفرصة لتعزيز قدراتها الخاصة، وتسريع طموحاتها النووية تحت المظلة الواقية المتمثلة في التحصينات الإلكترونية المحسنة، وتحقيق حلمها المسمى: "نبوخذ نصر النووي"، في إشارة رمزية إلى طموح إيران القديم لإعادة تأكيد هيمنتها في المنطقة، مع استخدام القدرات النووية كضمان نهائي لأمنها وهيمنتها، وفقًا للمغاربة.

وأكد أن إسرائيل ترى أنها محاصرة في حلقة مفرغة من مسألة البقاء، في حين تتيقن المقاومة بأن المجتمع الإسرائيلي على وشك الانهيار، بالاعتماد على الانقسامات الداخلية في إسرائيل، والمرتبطة بالزعامة السياسية، وضغوط الاشتباك العسكري المستمر، والثمن النفسي للصراع الدائم.

 

وأشار المغاربة إلى أن المشروع الصهيوني، ومنذ نشأته، كان يركز قضايا الأراضي والديموغرافيا، وأن الجهود الإسرائيلية المستمرة لتهجير السكان في الضفة الغربية، والآن في جنوب لبنان، يثبت ذلك.

وأكد أن الوقت ينفذ أمام إسرائيل، وكذلك الخيارات، والحل العسكري، الذي اعتمدت عليه إسرائيل لعقود من الزمان لتأمين حدودها والحفاظ على هيمنتها، لم يعد كافيًا، وبشكلٍ خاص مع قوة إيران المتنامية، والعزلة التكنولوجية والجيوسياسية التي تعاني منها إسرائيل، تتضافر لخلق عاصفة مثالية تهدد بابتلاع الحلم الإسرائيليّ.

وبيّن المغاربة أن إسرائيل تسير نحو الانهيار، فمجتمعها محبط، وجيشها منهك، وحلفاءها يبتعدون، وأعداؤها يقتربون، لذا، فإن انتصار المشروع الصهيوني الذي كان لا مفر منه في السابق، لم يعد مؤكدًا اليوم، وهو ما يخنق اليمين المتطرف.

واختتم المغاربة حديثه بوقله إن المشروع الصهيونيّ ينزف، وأوكاره خربة، ومؤنه الاقتصادية مهددة، والنسر الأمريكي سيحلق مع انتهاء الانتخابات دون عودة، فنسر البيت الأبيض الجديد ليست مستعدًا للاستمرار في منحه الطرائد، وإطعامه.