مفتي القوات المسلحة: العقيدة الإيمانية تساوي صناعة الأسلحة

 

قال مفتي القوات المسلحة الأردنية العقيد حسن المخاترة، إن الجيش الأردني يعتني بالعقيدة الإيمانية بنفس القدر الذي يعتني فيه بصناعة الأسلحة وتطوير قدرات منتسبيه القتالية.

وأضاف المخاترة في حديث لإذاعة "حسنى" رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هذه الرؤية جسدها الملك المؤسس عبد الله الأول، الذي لم يرَ في الجيش فقط مؤسسة للدفاع العسكري، بل رآها كذلك قلعة تحمي الأخلاق والقيم الإسلامية.

وبيّن المخاترة أن الملك المؤسس كان قد أدرك خلال سفره إلى فلسطين أن بعض الجنود يجهلون أسس الوضوء، فاستشعر ضرورة إدخال التوعية الدينية والإفتاء ضمن المنظومة العسكرية.

واستشهد بالقصة الشهيرة عندما أمر الملك المؤسس جنوده خلال سفره إلى فلسطين، بالتوضؤ قبل أداء الصلاة، لكنه لاحظ أن البعض منهم لا يحسن الوضوء، والبعض الآخر لا يتوضأ أصلًا، وهو ما جعله يدرك تمامًا ضرورة أن يكون هناك نواة للفتوى داخل المؤسسة العسكرية.

وتابع المخاترة: لدى عودة الملك المؤسس، أراد أن يضع حجر الأساس للإفتاء والتوعية الدينية في القوات المسلحة، وهذا يعد بعد نظر عميقًا وعظيمًا من الملك عبد الله الأول، رحمه الله.

وبالفعل، كانت هذه اللحظة نقطة تحول في بناء العقيدة العسكرية الأردنية التي ترتبط بالإيمان، إذ تم تأسيس مديرية الإفتاء في الجيش عام 1977. ومنذ ذلك الحين، وُضعت الأسس لتعليم أفراد القوات المسلحة علوم الشريعة، والفقه، والعقيدة، حتى تم إنشاء كلية الأمير الحسن للعلوم الإسلامية، وفقًا للمخاترة.

وأكد أن هذه الكلية لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل رمزًا للعناية بالجانب الروحي لأفراد الجيش، مانحة شهادات دبلوم متوسطة وبكالوريوس في العلوم الشرعية.

وبيّن مفتي القوات المسلحة الأردنية العقيد حسن المخاترة، أن ما يميز الجيش الأردني هو سعيه لتطبيق هذه القيم على أرض الواقع، فتأسيس الوحدات العسكرية الجديدة يبدأ ببناء مسجد قبل أي شيء آخر، ليكون المسجد ملاذًا روحيًا قريبًا من الجنود.

وقال المخاترة إنه في إحدى المناورات العسكرية، ولدى تواجدهم في منطقة "حمرا حمد" الصحراوية، قرروا بناء مسجد، فأحضروا الحجارة ووضعوها على شكل محراب، ثم وضعوا الشيد الأبيض على الحجارة، وبدأوا بعدها بمد السجادات للصلاة. وبعد أيام، ذهب أحد الجنود خلال فترة الاستراحة لشراء بعض الحاجيات، ولما شوهد وهو يسير حول الحجارة، قاموا بسؤاله عن السبب، ليجيبهم بأنه لا يجدر به العبور فوق الحجارة، فهذا المكان مخصص للصلاة فقط.

وأضاف المخاترة: أتعتقدون أن مثل هذا الجندي لا يمتلك عقيدة قوية؟ واختتم الحديث بقوله إن الجندي عندما نُعلمه ونقرأ له من كتاب الله جل علاه، ونشرح له حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإن أول ما يقوله لنا هو: "أطلقني أطلقني."