الجيش السوداني يشن هجمات لاستعادة السيطرة على الخرطوم
قالت مصادر عسكرية لوكالة رويترز إن الجيش السوداني نفذ اليوم الخميس ضربات مدفعية وجوية في العاصمة الخرطوم، في إطار أكبر حملة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع قبل 17 شهرًا.
وأكد شهود عيان وقوع قصف عنيف واشتباكات، مع محاولة الجيش عبور الجسور التي تربط بين المدن الثلاث الكبرى: الخرطوم، أم درمان، والخرطوم بحري. كما أفادت تقارير من مراسل الجزيرة أن الجيش السوداني تمكن من العبور من أم درمان إلى الخرطوم والخرطوم بحري، حيث اشتبك مع قوات الدعم السريع، وسيطر على مداخل ثلاثة جسور رئيسية تربط بين هذه المدن.
وعلى الرغم من تقدم الجيش في بعض المناطق في أم درمان في وقت سابق من العام، إلا أنه يعتمد بشكل رئيسي على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن بعد من دحر قوات الدعم السريع المتمركزة في أجزاء أخرى من العاصمة.
من جانب آخر، ذكرت مصادر عسكرية للجزيرة أن الجيش استهدف مواقع قوات الدعم السريع بالقرب من القصر الرئاسي وسط الخرطوم، وسط اشتباكات عنيفة. كما شملت الهجمات منطقة بحري شمالي العاصمة باستخدام الأسلحة الثقيلة والخفيفة، إلى جانب تنفيذ عدة طلعات جوية.
وتحدثت المصادر عن تقدم الجيش في عدة محاور رئيسية بعد سيطرته على مداخل جسور النيل الأبيض والفتيحاب من جهة الخرطوم، وجسر الحلفايا من جهة بحري.
تطورات سياسية ودبلوماسية
على الصعيد السياسي، التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في نيويورك يوم الأربعاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن المقرر أن يجري مزيدًا من اللقاءات مع زعماء دول العالم لمناقشة الأوضاع في السودان. وقد ركزت النقاشات على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وأهمية الحوار الشامل للوصول إلى تسوية سلمية عبر التفاوض.
وتأتي هذه اللقاءات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79، حيث سيلقي البرهان خطاب السودان اليوم الخميس.
من جهته، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي استعداد بلاده للتعاون مع كافة المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع في السودان، مشددًا على أهمية وقف القتال في أسرع وقت لضمان استقرار المرحلة الانتقالية والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
الوضع الإنساني
تشهد السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 10 ملايين آخرين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.