دروس 7 أكتوبر

 

إبراهيم القعير

كان موقف نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، أثناء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، والذي رفع فيه خارطة الشرق الأوسط دون أن تشمل أي ذكر لفلسطين، ودوره في تغيير الشرق الأوسط العام الماضي، مليئًا بالكبرياء والغرور. لقد تبجح بثقة مفرطة، واعتزاز بنفسه، حتى أصبح متعجرفًا. قال الله تعالى: "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ" [العلق: 6-7].

هذا الغرور كان أول أسباب هزيمته القاسية، المهينة والمذلة، التي يعاني منها الآن. لقد أغلق على الشعب الفلسطيني في سجون، يدخل إليهم ما يشاء ولا يلبي احتياجاتهم، يذلهم، يعذبهم، ويهدم بيوتهم، ظنًا منه أنه قد سيطر عليهم ولا خوف منهم. اعتقد أنهم ضعفاء أمام قوته العسكرية، التكنولوجية، الاقتصادية، والسياسية. بل إنه يرى أن دول الشرق الأوسط جميعها تهابه، تخاف منه، وتحسب له ألف حساب. لقد بالغ في تقدير قوته.

فالغرور يؤدي إلى الطغيان، الحقد، الكراهية، والظلم، والتصرف بطرق متعجرفة وإجرامية. وهذا ما حدث معه يوم 7 أكتوبر، عندما باغته من ظن أنهم ضعفاء قلة، وهو في ذروة غروره، وأطاحوا به إلى الدرك الأسفل. لجأ إلى القبو للاختباء، وأصبح العالم كله على علم بأنهم بلا إنسانية، أخلاق، أو ضمير. وظهرت صورهم بأبشع وأقذر الصور.

في يوم 7 أكتوبر، أجبر أبطال غزة المغرور نتنياهو، الصهيوني العنصري، على طلب المساعدات من دول الغرب والاستنجاد بهم. لم تكفه الأسلحة الحديثة، المتطورة، الذكية، الفتاكة، والمدمرة، وأحدث أجهزة التجسس وأقواها، وهذا أكبر دليل على أن غروره جعله أصغر من حشرة في الشرق الأوسط. ولولا مساعدات الغرب والعديد من الدول ووقوفهم معه بالرجال، السلاح، والطائرات، لقضي أمره خلال أسبوع.

أثبتت المقاومة الفلسطينية أن نتنياهو عالة على الغرب والعالم، وأنهم مرتزقة لخدمة وحماية العصابة الصهيونية الإمبريالية العنصرية الفاشية، لتكريس الاستعمار الإمبريالي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.