يدا بيد نحمي الوطن ونهزم أعداءه

 

نادر الظهيرات / وزير البلديات الأسبق

بسم الله الرحمن الرحيم

تأتي مشاركة جلالة الملك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوصيل رسائل مهمة وقوية للعالم أجمع من خلال هذا المنبر العالمي، مركّزًا وبصوت عالٍ على قضايا المنطقة. تأتي أهمية خطاب جلالته من ناحية التوقيت لما تشهده المنطقة من ظروف بالغة الخطورة جراء ما تقوم به دولة الاحتلال من ممارسات عدوانية وحرب شاملة ضد فلسطين ولبنان.

إننا ونحن نتابع خطاب جلالة الملك، نشير بفخر واعتزاز إلى أن صوت جلالته، بما يحمله من مصداقية في طرح القضايا الإقليمية، يحظى باحترام وتقدير قادة العالم أجمع.

لقد ركز جلالته على العديد من القضايا، حيث كشف عن الفشل العالمي في مواجهة الجرائم والانتهاكات للقوانين والعهود الدولية، وسلط الضوء على الاستسلام للظلم والانهيار الأخلاقي للمؤسسات الدولية، وأبرز التراجع الكبير في القيم والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة.

كما أن جلالته حسم في خطابه الشائعات حول فكرة الوطن البديل، وواجه بقوة مروجي هذه الفكرة، حيث قال بصوت عالٍ: "دعوتي أن أكون واضحاً: هذا لن يحدث أبداً، ولن نقبل أبداً بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهذه جريمة حرب". وقد أكد جلالته مراراً أن الأردن لن يكون وطناً بديلاً، وسنعمل على إحباط هذه المؤامرة.

وشدد جلالته في خطابه على أهمية حماية الشعب الفلسطيني، وضرورة وجود آلية دولية لحماية الفلسطينيين من الاعتداءات المستمرة التي يمارسها المتطرفون. وفي الوقت نفسه، لم يغفل جلالته الوضع الإنساني في غزة، حيث طالب بدعم الأردن في إنشاء بوابة دولية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كجهد إغاثي لإيصال الغذاء والمياه والدواء وغيرها من المستلزمات الضرورية للمتضررين.

وختم جلالته خطابه مستذكراً والده المغفور له الملك الحسين العظيم، بكلمات مؤثرة وقوية حيث قال: "كان والدي رجلاً قاتل من أجل السلام، ومثل والدي تماماً، فإنني أرفض أن أترك لأبنائي وأبنائكم مستقبلاً يحكمه الاستسلام."

نحيي جلالة الملك على هذا الخطاب القوي والجامع، الذي يعبر عن صفات القائد الكبير، ويحمل في طياته معاني القيم والإنسانية التي يجب على العالم أجمع الالتزام بتطبيقها. تلك القيم هي حقوق الشعوب جميعاً في حياة كريمة بعيداً عن التعصب والظلم والتطرف، واحترام المواثيق الدولية التي شرعتها الأمم لحماية حقوق الشعوب في الحرية والكرامة.

حفظ الله الأردن الغالي، وحفظ شعبنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية بقيادة جلالة الملك وولي عهده الأمين.

يدًا بيد نحمي الوطن ونهزم أعداءه.