تحليل: لماذا تلتزم إيران الصمت إزاء استهداف حلفائها؟

 

قال الكاتب أرحيل الغرايبة إن الصمت الإيراني تجاه التصعيد الأخير الذي يتعرض له حلفاؤها في المنطقة يثير العديد من التساؤلات، خاصة في ظل المجازر وجرائم الحرب التي تُرتكب بحقهم. ويبدو من الغريب أن إيران لم تتدخل بشكل قوي رغم استهداف شخصيات بارزة من قياداتها العسكرية، وضرب سفارتها في سوريا، واغتيال قائد حماس الأول في عقر دارها".

وأضاف الغرايبة، أن "الموقف الإيراني يمكن تفسيره بثلاثة احتمالات. أولاً، قد يكون هناك سعي من طهران لحماية مشروعها النووي الذي لم يكتمل بعد. فإيران، على المدى القصير، قد تكون تفضل التضحية بحلفائها من أجل ضمان عدم تعريض مشروعها النووي للخطر، خاصة في ظل تهديدات أمريكية صارمة بهذا الشأن. وربما ترى في هذا التريث فرصة لتحقيق مصالح سياسية أكبر على المدى الطويل، من خلال السعي للاعتراف الأمريكي والدولي بدورها الإقليمي."

التفسير الثاني، وفق الغرايبة، يتعلق بوجود تفاهمات أو اتفاقيات غير معلنة بين إيران والولايات المتحدة. ربما تكون إيران جزءًا من المخطط الدولي الذي يستهدف المنطقة منذ الحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان، وأنها قد حصلت على مقابلٍ لهذه الأدوار. ورغم أن هذه التفاهمات تعرضت للاهتزاز في فترة ترامب، فإنها قد تكون عادت إلى مسارها في عهد إدارة بايدن، مما جعل إيران تتجنب أي مواجهة مباشرة مع حلفاء واشنطن في المنطقة."

وأشار الغرايبة إلى أن التفسير الثالث هو أن "إيران لا تريد الانجرار إلى حرب مباشرة، فهي ليست معنية بالتصعيد الكبير، وإنما ترغب في إبقاء الأمور ضمن نطاق المناوشات وقواعد الاشتباك المحددة. لقد أعلنت طهران بوضوح أنها لا ترغب في التصعيد وأنها ستكتفي بدعم حلفائها بالمال والسلاح دون الدخول في مواجهة عسكرية شاملة."

واختتم الكاتب بقوله: "الموقف الإيراني ما زال محاطًا بالغموض، والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها. قد يكون هذا الصمت تكتيكًا لتحقيق أهداف أكبر، أو انعكاسًا لحسابات استراتيجية دقيقة لا تريد طهران الكشف عنها الآن. وفي كل الأحوال، يبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى ستستمر إيران في هذا الصمت، وهل ستبقى ملتزمةً به إذا اشتدت حدة الصراع؟".