غيورا آيلاند... جنرال الخطط الفاشلة

 

غيورا آيلاند شغل مواقع هامة في بنية الجيش والأمن الإسرائيلي، منها رئيساً لشعبة التخطيط، ثم رئيساً لمجلس الأمن القومي، والأهم من ذلك كله أنه صديق مقرب من بنيامين نتنياهو ومستشاره في شأن الحرب على غزة.

معروف عنه أنه صاحب خطة تغيير الجغرافيا باقتطاع أراضٍ من سيناء لتوطين فلسطينيي غزة فيها، ورغم قبول الرئيس المصري السابق محمد مرسي للخطة، إلا أن مصر رفضتها رسمياً، وأعلنت على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي أنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر.

غير أن ما نحن بصدده الآن ليس خطط غيورا آيلاند القديمة، التي وئدت فلسطينياً ومصرياً في مهدها، بل خطة تبدو أكثر غباءً من كل ما سبقها، وهي تفريغ شمال غزة مما بقي فيه من سكان، وهم رغم كل ما حدث من قتل وتدمير وحصار يعدون بمئات الألوف، وإرغامهم على النزوح إلى الجنوب، لتبدأ إسرائيل عملية تصفية مقاتلي حماس في تلك المنطقة، ثم الانتقال بعد ذلك إلى مناطق أخرى لذات الغرض، ذلك مع منع وصول المساعدات إلى المنطقة كي لا يستفيد مقاتلو حماس منها. يقول نتنياهو إن الخطة قيد الدرس.

الغباء المشترك بين نتنياهو وصديقه ومستشاره، يتجسد في أن هذه الخطة طبقت منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، إلا أنها فشلت في تحقيق غرضها الأساسي، وهو إنهاء المقاومة ومنع وصول الصواريخ إلى منطقة الغلاف، وتحرير المحتجزين، ورغم مرور سنة على الحرب إلا أن المقاومة في الشمال كما الوسط والجنوب، ما تزال مستمرة وهذا ما دفع آيلاند لأن يقترح تجديدها.

الغباء المشترك الثاني هو تجاهل الاثنين لحقيقة أن أساس المقاومة هم البشر، وليس مجرد المكان على أساسيته وأهميته، فالمقاومون في غزة هم أبناء البلد يعرفونها شبراً شبراً، ويعرفون المداخل والمخارج لأحيائها، وهذا ما ثبت فعلاً على مدى سنة في كل مكان زعم الاحتلال أنه أنهى المقاومة فيه.

خطة غيورا آيلاند محكومة بالفشل، أمّا وصفها بخطة الجنرالات فهو وصف مفتعل ودعائي للتسويق الداخلي، ذلك أن معظم الجنرالات العاملين يتعجلون إنهاء الحرب على غزة، للتفرغ للحرب الأكثر إلحاحية في الشمال، وفي كل الحالات فإن فشلاً على مدى سنة كاملة من القتل والتدمير والحصار والتهجير في غزة لابد وأن يفشل أخيراً.