نقاش محتدم بين توق والغرايبة حول آلية تطوير المناهج الدراسية في الأردن
قال رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج، الدكتور محيي الدين توق، الأحد، إن جميع المناهج التي تصدر عن المركز تكون تجريبية في العام الأول لطرحها.
يأتي ذلك خلال حديثه لقناة "المملكة"، ورصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
وجاءت تصريحاته في وقت تتزايد فيه الانتقادات المجتمعية بشأن السرديات الثقافية، والتاريخية، والدينية المقدمة في الكتب المدرسية.
وفي هذا الصدد، أكد توق التزام المركز بإطار تعليمي يتماشى مع الهوية والقيم الوطنية، مع الحفاظ على قابلية التكيف والاستجابة للتغذية الراجعة.
وأوضح أن عملية تطوير المناهج الدراسية في الأردن محصنة ضد الضغوط أو الإملاءات الخارجية التي قد تقوض السيادة التعليمية.
ونفى توق بشكل قاطع أي ادعاءات حول حذف الآيات القرآنية المرتبطة بالجهاد، مشيرًا إلى أنها لا تزال جزءًا من المنهج الدراسي.
وبيّن أن المنهاج لا يتجنب القضايا الحساسة، قائلاً إن مصطلح "العدو الصهيوني" لا يزال مستخدمًا في الكتب المدرسية الأردنية، وأن ذلك يمثل انعكاسًا للموقف الرسمي الأردني والتوافق التاريخي مع الصراع العربي الإسرائيلي، مع الاعتراف بأهمية تعليم الطلبة حيثيات القضية الفلسطينية في إطار التعليم التاريخي والوطني.
وأشار توق إلى أن المركز يتقبل ردود الفعل المجتمعية ولن يتردد في إعادة النظر في مسألة إدراج عددٍ من الشخصيات الفنية مثل أم كلثوم وسميرة توفيق.
بدوره، وصف رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان السابق، رحيل الغرايبة، المناهج الدراسية بأنها "قضية وطنية" تؤثر على كل أسرة أردنية، منوهًا إلى أن هناك ضغوطات تتعلق بموضوع المناهج في الدول العربية.
وأكد قيمة الفن في تعزيز القيم الأخلاقية والثقافية، إلا أن هذه القيم يمكن تدريسها دون الإشارة إلى الفنانين الأفراد، مؤكداً أن المواد التعليمية ـ وخاصة تلك المطبوعة بكميات كبيرة ـ يجب أن تطمح إلى مستوى أعلى من العالمية والعمق الفلسفي.
كما تحدث الغرايبة عن الخطاب المحيط بالجهاد، وأن مفهوم الجهاد من منظور إسلامي لا يعادل العداء تجاه أي دين بعينه، بل إن العداء موجه نحو الاحتلال السياسي لفلسطين.