الأمن يوضح تفاصيل التعامل مع التجمع الاحتجاجي في البترا (فيديو)

قال الناطق الإعلامي بإسم مديرية الأمن العام أن مجموعة من الأشخاص تجمعوا في لواء البترا ظهر اليوم  ومحاولة الاعتداء على  مركبات النقل داخل اللواء .

وأكد الناطق الإعلامي أن اولئك الأشخاص قاموا برشق القوة الأمنية بالحجارة مما استدعى التعامل معهم بالقوة المناسبة، حيث جرى تفريقهم وضبط عدداً منهم  وبوشرت التحقيقات في الحادثة لاتخاذ الإجراءات التي  تضمن عدم تكرارها مستقبلاً .

وشهدت منطقة البترا السياحية، اليوم الأحد، أحداث شغب تخللتها اشتباكات بين أصحاب البسطات والأجهزة الأمنية، مما دفع الأخيرة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وتزامنت هذه الأحداث مع وجود عدد كبير من السياح الأجانب في الموقع، حيث أظهرت مقاطع فيديو حصلت عليها صحيفة "أخبار الأردن الإلكترونية" تأثر بعض السياح بالغاز المسيل للدموع، مما دفعهم للهروب من المكان بحثاً عن الأمان.

جاءت هذه التطورات على خلفية قرار اتخذته الجهات المختصة بمصادرة بسطات الباعة المحليين، الأمر الذي أثار استياءهم ودفعهم للاحتجاج أمام السياح وفي وضح النهار. هذا القرار، بحسب شهود عيان، أدى إلى تصعيد الأوضاع وتوتير الأجواء العامة، حيث انتشر الغاز المسيل للدموع بين السياح الذين كانوا يتناولون الطعام، مما أثار حالة من الهلع والرعب بينهم.

وقال أحد الذين تابعوا الحادثة أن "من اتخذ قرار مصادرة البسطات والاشتباك مع أصحابها أمام السياح، صنع ذكرى سيئة لن تُنسى! فقد يشعر السياح بالخوف من زيارة البترا إذا ما انتزعت عنها صفة الأمان، خاصةً إذا كان بينهم شخصية مشهورة عالميًا قد تنقل هذه الصورة السلبية، مما يهدد بتراجع أعداد السياح مستقبلاً".

هذه الأحداث تأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للبترا، التي تعاني منذ اندلاع الحرب في غزة من تراجع كبير في حركة السياحة وضعف النشاط التجاري. فالمدينة الأثرية، التي تعد أحد أبرز الوجهات السياحية في الأردن، كانت قد شهدت شبه انعدام لحركة السياح في الأسابيع الأخيرة، ما زاد من الضغط الاقتصادي على سكانها الذين يعتمدون بشكل كبير على السياحة كمصدر رئيسي للدخل.

الخبراء في مجال السياحة يحذرون من أن هذه المشاهد السلبية قد تترك آثارًا طويلة الأمد على سمعة البترا كوجهة آمنة للسياحة، خاصة في ظل التراجع الكبير في أعداد السياح الأجانب الوافدين إلى الأردن، وناشدوا الجهات المختصة بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق السياحية، لتجنب أي تداعيات سلبية على هذا القطاع الحيوي.

في هذا السياق، يتعين على الجهات المعنية مراجعة سياساتها تجاه الباعة المتجولين، والعمل على إيجاد حلول بديلة تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان المحليين دون المساس بأمن واستقرار المنطقة، لا سيما وأن الأردن يعتمد بشكل كبير على قطاع السياحة كأحد مصادر الدخل الرئيسية للاقتصاد الوطني.

https://x.com/i/status/1837834833831116991