السواعير: اليسار الأردني يتحمل مسؤولية تراجعه عن المشهد

 

قال أمين عام الحزب المدني الديمقراطي المهندس عدنان السواعير إن اليسار الأردني، يتحمل مسؤولية تراجعه عن المشهد الانتخابي، فهو منفصل عن الأدوات السياسية اللازمة لتقدمه.

وأشار خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إلى سلسلة من الإخفاقات الداخلية مثل: النرجسية، وضيق الأفق، والأنانية، باعتبارها الأسباب الرئيسية لهذا التراجع، مبينًا أن هذه السمات أدت إلى الاقتتال الداخلي والانقسام، ومنعت اليسار من تشكيل جبهة موحدة.

وبيّن السواعير أن مفارقة المأزق الحالي لليسار تمثلت في استسلام حركة مكرسة تاريخيًا للعمل الجماعي للفردية، وتجلى ذلك في الانقسام بدلًا من التضامن.

وأكد محاولات اليسار بناء قوائم انتخابية على أساس الكفاءات والمعايير، وهي الخطوة التي تمثل خطوة نحو سياسة أكثر براجماتية، إلا أن هذه الجهود غير كافية للتغلب على خيبة الأمل الجمهور تجاه اليسار.

ونوّه السواعير إلى أن اليسار لم يتمكن من نقل رؤيته بطريقة تلقى صدى لدى الناخبين، كما لم ينجح في تقديم رواية مقنعة تتحدث عن الحقائق الاجتماعية والاقتصادية الحالية في الأردن.

وعمَّا إذا كانت نتائج الانتخابات تمثل حالة صحية، ينظر السواعير إلى التركيبة البرلمانية الحالية باعتبارها علامة مشجعة وإيجابية، خاصة مع وجود أكثر من 100 ممثل حزبي الآن داخل القبة البرلمانية، وهو ما يمثل زبدة عمل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والتي كان من نتائجها تشكيل 75% من منتسبي مجلس النواب أن يكونوا حزبيين.

ومع ذلك، فإن السواعير يدرك أن هذا التحول ليس فوريًا، ويستشهد بمبدأ التدرج كعدسة يمكن من خلالها فهم هذه التغييرات، والتدرج، في رأيه، ليس مجرد خيار تكتيكي بل نهج فلسفي يعترف بتعقيدات التطور السياسي في الأردن، وما يجده واعدًا بشكل خاص هو استعداد الحكومة مؤخرًا للانخراط في حوار مباشر مع الأحزاب السياسية ــ وهي الممارسة التي كانت غير شائعة في السابق، إن لم تكن غائبة تمامًا.

وبيّن أن هذا التفاعل بين الدولة والأحزاب السياسية، رغم أنه لا يزال في مراحله المبكرة، إلا أنه يمثل تحولًا في الثقافة السياسية لدى الحكومة، وأن ما يحصل يمكن النظر إليه على أنه مقدمة لمشاورات حقيقية وجوهرية بين الحكومة والأحزاب في المستقبل القريب.

وذكر السواعير أن الدمج التدريجي للأحزاب في سدة القرار قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل نظام برلماني يتميز بكتل حزبية أغلبية وأقلية.

وأشار إلى أن تعثر اليسار الآن، لا يعني أنه لن يكون هناك مجال للتجديد، بشرط أن يتمكن من التغلب على انقساماته الداخلية، وإعادة الاتصال بالناخبين.