الحوارات: إيران وضعت حزب الله في موقف لا يحسد عليه... والانتخابات الأمريكية سيدة الموقف

 

قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن استهداف إسرائيل لقيادات حزب الله يهدف إلى قطع قنوات الاتصال بين قياداته، وإحداث الفوضى داخل تنظيمه، وتقويض قدرته على تنسيق وإطلاق ضربات انتقامية فعّالة، وبالتالي شل قدرته العملياتية من الداخل.
 

وأضاف خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الاستراتيجية بمثابة رسالة قوية إلى داعميه الإيرانيين حول حدود نفوذهم.

وأوضح الحوارات أن إسرائيل تتجاهل "قواعد الاشتباك" التقليدية، كما أنها لا تلقي بالًا للخطوط الحمراء، وبشكلٍ خاص مع الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي تتوغل عميقًا في الأراضي التي تمثل معقل حزب الله مثل الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكد أن أحد الجوانب الملفتة للنظر هو نقاط الضعف الأمنية الداخلية لحزب الله، فمقتل أعضاء لواء الرضوان النخبوي التابع لحزب الله، وهي الوحدة التي ورد أنها كانت تستعد لشن هجوم على تل أبيب، له دلالة خاصة، والتي تكشف عن مدى تعرض حزب الله لعمليات الاستخبارات الإسرائيلية، ونجاحها في اختراق البيت الداخلي للجماعة.

وأشار الحوارات إلى أن قيادة حزب الله تدرك تمام الإدراك أن أي رد كبير على استفزازات إسرائيل يخاطر بدفع لبنان إلى حرب شاملة، فالرد بقوة قد يؤدي إلى حرب كارثية، أما الفشل في الاستجابة قد يجعله عاجزًا في نظر مؤيديه وأعدائه على حد سواء.

وقال إن حزب الله محاصر في موقف حيث يتعين عليه إظهار القوة، في وقتٍ لا يستطيع تحمل عواقبها، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى أن تصرفات حزب الله مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمصالح الاستراتيجية الأوسع لإيران في المنطقة، فإيران كانت قد قالت على لسان مسؤوليها إنها لا تسعى إلى صراع واسع النطاق في هذه المرحلة، لأن مثل هذه الحرب لن تتوافق مع أهدافها الجيوسياسية الحالية، وخاصة في ضوء السياسة الداخلية الأمريكية والانتخابات المقبلة.

وأشار الحوارات إلى أن إيران، وعلى الرغم من كونها القوة الأساسية وراء صعود حزب الله، إلا أنها حذرة للغاية، فقد اختارت قيادة طهران، التي تخشى إشعال حرب يمكن أن تفيد خصومها - وخاصة دونالد ترامب والجمهوريين - استراتيجية ضبط النفس.

على النقيض من ذلك، قد تكون تصرفات إسرائيل العدوانية مدفوعة جزئيًا بالرغبة في فرض صراع أوسع نطاقًا يمكن أن يغير الديناميكيات السياسية في واشنطن، فاندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط من شأنه أن يعزز من مصداقية ترامب في السياسة الخارجية، مما يخلق أزمة جيوسياسية من شأنها أن تعيد تركيز الاهتمام الأميركي على المخاوف الأمنية الإسرائيلية.

وأوضح الحوارات أن مثل هذا التباعد في الأهداف الاستراتيجية، والذي يظهر سعي إيران إلى تجنب الحرب، واستعداد إسرائيل للمخاطرة بالتصعيد، يضع حزب الله في موقف لا يحسد عليه، حيث يجره راعيه الإقليمي في اتجاهات متضاربة وواقع الاستفزازات الإسرائيلية المتصاعدة.

وتوقع حديث سيناريو يصل حزب الله، الذي أصبح مرهقًا بسبب الضغوط الإسرائيلية المستمرة ومقيدًا بالحذر الإيراني، إلى نقطة الانهيار في نهاية المطاف، وبدون القدرة على التصعيد، يخاطر حزب الله باستنزاف بطيء وطاحن لقواته وموارده.

وحذّر الحوارات من أن إضعاف حزب الله سيؤدي إلى المزيد من التوغلات الإسرائيلية داخل لبنان، حيث أن مستقبل الأخير، مرتبط جوهريًا بمصير حزب الله - وهو المصير الذي يبدو، وفقًا للحوارات، غير مؤكد.