الشوبكي: حكومة حسّان لن تُحدث تغييرا جوهريا على المستوى الاقتصادي
قال الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي إنه في ظل الظروف الإقليمية الحالية، فإن الأولوية لدى الحكومة "ستكون دفاعية".
وأضاف الشوبكي في تصريحات لمنصة "المشهد" أن "هذا واضح من موازنة الحكومة لسنة 2024 التي أقرت بها الحكومة أكبر موازنة للقوات المسلحة بلغت نحو 2 مليار دينار، وهي أكبر موازنة في تاريخ المملكة".
وتابع: "أعتقد بأن موازنة عام 2025 ستحمل أيضًا رقمًا أكبر نتيجة للمخاطر الجيوسياسية المتزايدة حول حدود المملكة المختلفة، سواء من الشرق أو الشمال أو الغرب".
وأكد أن المحاور الأساسية للحكومة هي ثلاثة، وهي: "الدفاع، التنمية، الاقتصاد".
وبين أن محوري التنمية والاقتصاد لا يقلّان أهمية عن محور الدفاع؛ لأنه حتى لو كان هناك عجز في الموازنة وكانت هناك حاجة للدفاع، فلن تتأخر الحكومة عن ذلك.
وأشار إلى أن محور التنمية سيكون ضمن أولويات الحكومة الجديدة، خصوصًا في ظل وجود مشاريع مهمة مثل مشاريع المياه، على غرار الناقل الوطني الذي يُعتبر ضرورة للأردن ولاقتصاده.
تحدي معالجة المشكلات
لفت الشوبكي إلى أن المحور الاقتصادي لن يقل أهمية عن التنمية والدفاع؛ لأنه سيعالج أهم مشاكل الشارع الأردني، مثل معدلات البطالة المرتفعة ومعدلات الفقر المتزايدة، وهذا يتطلب جهودًا إضافية من الفريق الوزاري.
وفي هذا الصدد، شدد على ضرورة أن تقوم الحكومة بالتفكير خارج الصندوق لتشجيع الاستثمار المباشر، وبالتالي زيادة النمو الاقتصادي المحلي عبر تعزيز الاستثمار وزيادة النمو الاقتصادي في محاولة لتقليص معدلات الفقر والبطالة المرتفعة.
ما فرص نجاحها؟
ويرى الشوبكي أن الخيارات محدودة أمام الحكومة، والتي تبقى في نطاق الاستمرار في الدّين، وهذا يجعل الحكومة أمام خيارات خطيرة للغاية.
وقال: "غادرت حكومة بشر الخصاونة والأردن يعاني من دين يصل إلى 118% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي، وهذه مستويات خطيرة اقتربت من 60 مليار دولار".
ولفت إلى أن هذا الدين يجعل المهمة صعبة أمام الحكومة الحالية، والخيارات محدودة في الالتزام بسداد الدين والالتزام بالتعهدات أمام صندوق النقد الدولي، "ما يعني مزيدًا من القروض ربما لسداد الدين وسداد فوائده وأيضًا لسداد العجز في الموازنة المتزايدة".
تشكيلة كلاسيكية
وعلى الرغم من أن 9 وزراء جدد دخلوا حكومة جعفر حسّان وتسلّموا حقائبهم الوزارية لأول مرة، إلا أن الشوبكي يرى أن التشكيل الحكومي يغلب عليه "الكلاسيكية".
وقال: "لا تختلف التشكيلة الحالية عن تشكيل الحكومات السابقة. كثير من الوزراء معروفة اتجاهاتهم ونهجهم، وكانوا في الحكومة الماضية أو التي سبقتها".
وأضاف: "أعتقد أن حكومة حسّان لن تُحدث تغييرًا جوهريًا على المستوى الاقتصادي"، أما السياسة الخارجية فهي بتوجيهات الملك، والسياسة الدفاعية يتولاها الجيش والأجهزة الأمنية باقتدار.
وانتهى الشوبكي إلى أن مهمة الحكومة الحالية هي اقتصادية بحتة ولن تُحدث تغييرًا مهمًا.