أبوزيد: الاحتلال عاد إلى استراتيجية "جدعون"

 

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد، في تعليقه على آخر التطورات، إن انخفاض حدة العمليات في غزة يشير إلى أن الاحتلال قد استنفد كل خياراته وبدأ بالانسحاب من العمليات في غزة. ويأتي قرار حكومة الاحتلال بنقل الثقل العسكري شمالاً في هذا الإطار، حيث تم سحب فرقة المظليين 98 من غزة إلى الشمال بذريعة الاستعداد لعمل عسكري مع حزب الله.

وأضاف أبوزيد أن انسحاب الفرقة 98 يأتي في إطار ارتفاع الخسائر وتصفية حسابات العملية العسكرية في غزة دون تحقيق أي من أهدافها.

وحول النشاط العملياتي للمقاومة، قال أبوزيد إن المقاومة تفهم المعادلة العملياتية للاحتلال، لذا لجأت إلى "تنقيط" العمليات للاقتصاد بالجهد، والبحث عن الفرصة العملياتية والتركيز على العملية ذات الرسالة السياسية، مثل ما يحدث في رفح. فبعد تصريحات الاحتلال عن القضاء على لواء رفح، عادت المقاومة لتوقع خسائر في صفوف الاحتلال مجددًا، وهذا يؤكد أن المقاومة تسعى إلى عمليات استنزاف طويلة الأمد.

أما بخصوص ما يجري في جنوب لبنان، وهو مرتبط بتطورات غزة، فقد أشار أبوزيد إلى أن التكنولوجيا أصبحت في مواجهة الأيديولوجية. ويبدو أن الاحتلال تخلى عن العقيدة القتالية التي اعتمدها وفشل فيها في غزة، وعاد إلى استراتيجية "جدعون" التي وضعت في عام 2020، وتعتمد على التفوق التكنولوجي، والعمليات غير التقليدية، والحسم السريع.

وأضاف أبوزيد أن ما يجري في لبنان هو عمليات غير تقليدية، لأن الاحتلال يدرك تكلفة الذهاب نحو العمليات التقليدية مع حزب الله على الأقل في الوقت الحالي.

وتوقع أبوزيد أن يحدد خطاب أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، مساء اليوم الخميس، ملامح المرحلة المقبلة. هل سيرد الحزب بردٍّ عنيف يقود إلى عمليات واسعة مع الاحتلال، واستمرار الاحتلال في العمليات غير التقليدية التي قد تتطور؟ أم سيستوعب الصدمة بردٍّ محدود، مما يدفع الجميع إلى احتواء الوضع والذهاب نحو التهدئة في ظل وجود عامل محدد يتمثل في الضغوط الأمريكية، التي تمنع توسيع دائرة الصراع أيضًا على الأقل في الوقت الحالي.