البستنجي: أمام إيران 3 خيارات وكلها ستقلم أظافرها

قال الكاتب والباحث في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي إن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو نشأ على يد والده بنزيون نتنياهو، المؤرخ المنخرط بعمق في دراسة التاريخ اليهودي والصهيونية.

وأضاف خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن العقلية التي تقمصها نتنياهو تصورّه كمنقذ لإسرائيل، مبينًا أن بقاء نتنياهو السياسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بقدرته على تصوير نفسه وكأنه لا يُستغنى عنه. لذلك، فإن الجمهور الإسرائيلي ليس سوى جزء من المعادلة، وكل خطوة يخطوها نتنياهو تتم تحت أعين واشنطن اليقظة، التي ترغب في إسقاط ثمرة إيران الناضجة في حضنها.

وذكر البستنجي أن نتنياهو بارع في التقاط السياسة الأميركية واستغلالها لصالح إسرائيل. ومع اقتراب الولايات المتحدة من الانتخابات الرئاسية المقبلة، سوف ينتهز نتنياهو الفرصة بلا شك، مدركًا أن الإدارة الأميركية غالبًا ما تكون أقل استعدادًا للانخراط في المشاكسات والمناكفات الخارجية خلال الفترات الانتخابية.

وقال إن هذا يخلق فرصة له للتصرف بشكل حاسم على الأرض - ربما في جنوب لبنان أو مرتفعات الجولان - حيث يمكنه دفع المصالح الاستراتيجية لإسرائيل. إلا أن مكافأته النهائية هي تحييد إيران، المنافس الإقليمي الذي شكل على مدى عقود التهديد الأكثر أهمية للأمن الإسرائيلي، من خلال تقليم أظافرها في لبنان، واليمن، والعراق بالتدريج.

ونوّه البستنجي إلى أن إيران أمام مفترق طرق، فهي تدرك حدود قوتها العسكرية والاقتصادية. وعلى الرغم من تصاريحها وتهديداتها، إلا أنها تعلم عدم قدرتها على الدخول في مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة أو حلفائها دون المخاطرة بالانهيار الداخلي، وهذا يترك إيران بثلاثة خيارات: تقليص طموحاتها الإقليمية، أو تدمير نفسها من خلال سياسات متهورة، أو الدخول في تسوية مترددة ولكنها ضرورية مع الغرب.

وأكد أن الضغوط الاقتصادية تدفع إيران إلى التأني، فقد اعترف كبار المسؤولين علنًا بحاجة البلاد إلى ما يقدر بنحو 100 مليار دولار من الاستثمارات لتحقيق الاستقرار في اقتصادها. ولكن من الواضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل تلعبان لعبة طويلة الأمد، وهي اللعبة التي يتم فيها تقليص طموحات إيران الإقليمية بشكل منهجي قبل إحضارها إلى طاولة المفاوضات بشروط واشنطن.

واختتم البستنجي حديثه بالقول: "سيتم قص أذرع الأخطبوط الإيراني قبل وضعه على الطبق الأميركي".