شهد لبنان أمس الثلاثاء انفجاراً مروعاً لأجهزة "البيجر" التي يستخدمها عناصر "حزب الله"، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الهجوم وتفاصيله.

حسب ما أفاد وزير الصحة، فإن حصيلة الإصابات قد تجاوزت 2800، من بينهم السفير الإيراني في لبنان، بالإضافة إلى مقتل 10 أفراد بينهم طفلة وسيدة ونجل النائب في "حزب الله" علي عمار.

إصابات خطيرة وعمليات جراحية مستمرة

ووفقاً للتقارير، فقد أسفر الانفجار عن إصابات خطيرة تشمل الأصابع والعينين، ولا يزال العديد من المصابين يخضعون لعمليات جراحية، التي استمرت طوال الليل.

من بين المصابين نجل النائب حسن فضل الله ونجل مسؤول الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، بالإضافة إلى نحو 200 إصابة في حالة حرجة.

ما هو جهاز البيجر؟

جهاز البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ. يعتمد الجهاز على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بمحاولة اتصال، كما يمكنه إرسال رسائل نصية قصيرة.

قبل انتشار الهواتف المحمولة، كان البيجر وسيلة شائعة للتواصل بين الأطباء والموظفين في خدمات الطوارئ، وكذلك في المجالات العسكرية والأمنية.

لماذا يستخدم عناصر حزب الله أجهزة البيجر؟

رغم أن البيجر من التقنيات القديمة نسبياً، إلا أنه لا يتصل بالإنترنت، مما يجعله أقل عرضة للاختراقات السيبرانية مقارنة بالهواتف المحمولة. لهذا السبب، يفضل عناصر "حزب الله" استخدام هذه الأجهزة لأغراض التواصل الأمني.

كيف انفجرت الأجهزة؟

التفسيرات حول سبب الانفجارات تتنوع. إحدى النظريات تشير إلى أن شريحة تم زرعها في أجهزة البيجر قبل استيرادها إلى لبنان قد تسببت في الانفجار.

وفقاً لهذه النظرية، تم تفعيل الشريحة عبر موجات راديو أُرسلت بواسطة طائرات مسيرة إسرائيلية، مما أدى إلى تفجير الشريحة أو رفع حرارة البطارية بشكل مفرط.

وفي تقرير آخر، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السبب المحتمل هو برمجيات خبيثة رفعت حرارة البطاريات، مما أدى إلى انفجارها.

من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين أن أجهزة البيجر التي انفجرت طلبها "حزب الله" من تايوان، لكن تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان، حيث تم إدخال مواد متفجرة تزن أونصة إلى اثنتين.

وبدأ الهجوم في الساعة 3:30 بعد الظهر بتوقيت لبنان، حيث أرسلت الأجهزة رسالة تبدو وكأنها قادمة من قيادات "حزب الله"، مما أدى إلى تفعيل الشحنة المتفجرة.