هل هناك خطر على الأردن بعد الهجوم السيبراني الأخير؟... خبير يجيب

 

قال خبير الأمن السيبراني أنس العمري إن الهجوم الإلكتروني الأخير الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على نظام اتصالات حزب الله باستخدام أجهزة النداء اللاسلكية كشف عن نقاط ضعف عديدة.

وأوضح خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الوحدة المركزية تعمل كمركز عصبي لإطار الاتصال بأكمله، حيث تربط أجهزة متعددة في آنٍ واحد، وأنه من خلال الوصول إلى هذه الوحدة الأساسية، قامت القوات الإسرائيلية فعليًا باختراق النظام بأكمله، ما أدى إلى أضرار واسعة النطاق امتد تأثيرها حتى الأجهزة المتصلة بها.

وأضاف العمري أن الجانب الإسرائيلي استخدم القمر الصناعي إما لتعطيل الوحدة المركزية بإشارات عالية التردد أو استغلال ثغرة في آليات الحماية الذاتية، مشيرًا إلى آليتين محتملتين لهذا الأمر: الأولى هي أن الهجوم تسبب في إرسال الوحدة المركزية إشارات بترددات عالية بما يكفي لتوليد الحرارة داخل بطاريات الليثيوم في أجهزة النداء، مما أدى في النهاية إلى انفجارها، بينما يذهب الاحتمال الثاني إلى أن الهجوم أدى إلى إطلاق آلية دفاع ذاتي داخل الوحدة المركزية نفسها، مصممة لمنع التدخل الخارجي، ما أدى في النهاية إلى انفجار أجهزة النداء كإجراء أمان خاطئ.

وأكد أن أي مستخدم متصل بهذا النظام، سواء داخل لبنان أو خارجه، يمكن أن يتأثر بالهجوم، وهذا قد يمتد حتى المستخدمين في دول أخرى مثل الأردن، إذا تم استخدام نفس نظام الاتصالات المرتبط بالأقمار الصناعية.

وطرح العمري سيناريوهين محتملين، في السيناريو الأول، قد تخفف المسافة من الوحدة المركزية من تأثير الهجوم، ما سيتسبب في تعرض الأجهزة في مواقع أكثر بُعدًا، مثل الأردن، لاضطرابات أضعف أو قد لا تحدث أي اضطرابات. ولكن في السيناريو الثاني، الأكثر إثارة للقلق، إذا كانت آلية الحماية الذاتية للوحدة المركزية هي نفسها، فقد يؤدي ذلك إلى تفاعل متسلسل يتسبب في فشل الأجهزة عبر الشبكة بأكملها، بغض النظر عن موقعها المادي. وفي هذه الحالة، لن توفر المسافة أي حماية، وسيكون المستخدمون في الأردن، أو في أي مكان آخر يعتمد على نظام الاتصالات هذا، معرضين لخطر جسيم.

وحذّر قائلًا إنه إذا تم اختراق الوحدة الرئيسية، وكان النظام يعتمد على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، فلا يهم أين سيكون الجهاز المرتبط بهذه الوحدة، ما يعني أنه سيكون معرضًا للتفجير.

وأشار العمري أيضًا إلى أن حقيقة عدم الإبلاغ عن أي حوادث كبرى في الأردن حتى الآن لا تعني بالضرورة أن الأجهزة هناك آمنة - فقط ربما لم يتم استهدافها بشكل مباشر في هذه الحالة.