أبو زيد عن الهجوم السيبراني الأخير: تصفية حسابات بعيدًا عن البر

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن الشروع الإسرائيلي مؤخرًا في شن هجوم إلكتروني سيبراني يستهدف المقاومة يمثل تطورًا مقلقًا. إن هذه المناورة الأخيرة، التي تركز على تعطيل أجهزة النداء ــ وهي تكنولوجيا اتصالات تبدو عتيقة ــ تهدف إلى تقويض قدرة المقاومة على الصمود من خلال مهاجمة وسائل الاتصال السرية التي تستخدمها.

وأوضح خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن أجهزة الاتصال التي يرمز لها باسم "البيجر" تعد أقل عرضة لتقنيات التنصت المتقدمة التي تستخدمها الاستخبارات الإسرائيلية، وفي محاولتها لتجنب الكشف من خلال أنظمة أكثر حداثة مثل الهواتف المحمولة أو الاتصالات اللاسلكية، اختارت المقاومة أجهزة منخفضة التقنية معتقدة أن هذا من شأنه أن يحميها من جهود المراقبة والتنصت السيبرانية المتطورة.

وبيّن أبو زيد أن أجهزة استخبارات الاحتلال تمكنت من تحديد استخدام المقاومة لهذه الأجهزة، وتحقيق مستوى من الاختراق الاستخباراتي الذي سمح لها بتنفيذ شكل مستهدف ومتخصص للغاية من أشكال الحرب الإلكترونية، مضيفًا أن قوات الاحتلال حوّلت هذه الأجهزة من أدوات اتصال إلى أدوات خطرة مميتة من خلال إغراق نطاقات التردد المنخفض (UHF وVHF) التي تعمل عليها أجهزة المقاومة بإشارات عالية التردد للغاية.

وذكر أن دقة الهجوم تؤكد مستوى التطور التكنولوجي لاستخبارات الاحتلال، حيث تلاعبت بالأطياف الكهرومغناطيسية.

وأكد أن هجوم الاحتلال على هذه الأجهزة تجاوز الأهداف المقصودة، مما أسفر عن وقوع إصابات واسعة النطاق بين المدنيين. وفي جوهر الأمر، أدى استخدام الاحتلال للتشويش الكهرومغناطيسي إلى تحويل أجهزة الاتصال العادية إلى أدوات تدمير، تؤثر على أي شخص يمتلك مثل هذا النوع من الأجهزة.

وقال إن اللجوء لمثل هذا الأسلوب يشير إلى تحول أعمق في التكتيكات الإسرائيلية، والابتعاد عن المواجهات المباشرة المرئية نحو شكل من أشكال الحرب الهجينة غير المتكافئة.

وأوضح أبو زيد أنه في أعقاب اجتماع اللجنة الأمنية رفيعة المستوى، يبدو أن المخططين العسكريين الإسرائيليين خلصوا إلى أن العمليات العسكرية التقليدية ضد حزب الله غير قابلة للاستمرار في هذا الوقت، وأن ذكرى المواجهة التي جرت في عام 2000، والتي تكبدت فيها القوات الإسرائيلية خسائر بشرية ومادية كبيرة، تلوح في الأفق.

وبيّن أن النكسات الأخيرة التي تعرض لها جيش الاحتلال في غزة من المرجح أن تثبط أي تفكير في شن هجوم عسكري تقليدي. ومن المرجح أن تكون هذه التحديات، التي تفاقمت بسبب البيئة الدولية المعادية بشكل متزايد للعدوان العسكري الصريح، والمناخ الإقليمي الذي قد يشعل فتيل تصعيدات غير متوقعة، قد دفعت إسرائيل على الأرجح إلى استكشاف أساليب بديلة للحرب.