بني ارشيد: لا تقطعوا الشجرة وإن صعدت المعارضة عليها

 

قال الأمين العام الرابع السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي، زكي بني ارشيد، إنه عند تقييم نتائج الانتخابات الأخيرة، يتضح أن الدولة الأردنية هي صاحبة الحصاد الأوفر.

وأضاف بني ارشيد، خلال جلسة حوارية نظمتها مسارات الأردنية حول "قراءة في إجراءات ونتائج الانتخابات النيابية والمشهد السياسي"، أن مجلس النواب، باعتباره الركن الأساسي الأول في نظام الحكم الأردني، يلعب دورًا لا غنى عنه في تشكيل الإطار التشريعي والرقابي للبلاد، متسائلًا عن الأسباب الكامنة وراء عزوف المجتمع الأردني عن المشاركة في هذا العرس الديمقراطي، في وقت يُعتبر فيه البرلمان ووظائفه في التشريع والرقابة نصًا دستوريًا متقدمًا على كل النصوص الأخرى.

وأوضح بني ارشيد، أن تأجيل العملية الانتخابية لمدة عام كان سيساهم في رفع نسبة المشاركة في التصويت، مشيرًا إلى أن العوامل السياقية المختلفة، بما في ذلك التوقيت والمشاعر العامة، تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل المشاركة الانتخابية.

وأكد أن الإنجاز الأساسي لهذه الانتخابات يكمن في استعادة الثقة العامة جزئيًا في العملية الديمقراطية وصناديق الاقتراع، فعندما يفقد المواطنون الثقة في قيمة أصواتهم، فإنهم ينسحبون من العملية الانتخابية ويتجنبون المشاركة فيها، مضيفًا أنه يتعين على العازفين عن الانتخابات مراجعة أنفسهم.

وقال بني ارشيد إن أحد أبرز ميزات الديمقراطية هو عملية التصويب الذاتية التي تخضع لها، لذا من الضروري أن يتجاوز مجلس النواب الخطاب الشعبوي ويؤدي وظيفته الأساسية كهيئة تشريعية مسؤولة وقادرة على المحاسبة.

وأشار إلى أن المؤسسات الرسمية تعيش مراحلها الأخيرة، كما يتجلى من عجزها عن صناعة الشخصيات الكارزماتية، أو ما يُسمى أحيانًا برجال الدولة، مشددًا على أهمية دور مجلس النواب الجديد في إعادة الاعتبار إلى المؤسسات الرسمية.

وقال بني ارشيد إن المطلوب من الدولة، والسلطة، والحكومات هو الإبقاء على الشجرة دون قطعها حتى وإن شهدت صعود المعارضة عليها، بل من المهم أيضًا غرس مجموعة من الأشجار الأخرى بجانبها، فالسلطة قادرة على تحمل مشاكسات المعارضة وأدائها القوي، فحين تكون المعارضة قوية، تستدعي الحاجة إلى حكومة قوية، بينما المعارضة الكسولة والضعيفة تؤدي إلى حكومة رخوة.

وبيّن أن خطوط الإنتاج السياسي كانت معطوبة، معربا عن أمله في فتح خطوط إنتاج سياسي جديدة تعيد الاعتبار إلى كل مؤسسات الدولة، وما دون ذلك سيؤدي إلى فراغ قد يصاحبه الفوضى والشعبوية.