إحتفالية الأردنيين في استقبال الرئيس “المزيون”!

  أسامة الرنتيسي 

منذ سنوات وأنا أراقب الزيادة في خفة دم الأردنيين، لكن أن تصل هذه النسبة إلى أن أكثر من 90 % من الذين كتبوا عن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة ركزوا على الشكل والوسامة والشعر الرمادي والغمّازات، فهذه أصابتني بالفاجعة.

الفاجعة الأكثر تلك التي انشغلت بالمنابت والأصول لدولة الرئيس المكلف، فهل ما زلنا في هذا المستوى من التقويم بعيدا عن أسس الكفاية والخبرة والنزاهة ونظافة اليد.

الفكاهة هذه أعفت الرئيس المستقيل من أي تقويم أو نقد للأربع سنوات  التي قضاها في الدوار الرابع، وتركزت مجمل التعليقات على جملة كررها الدكتور بشر الخصاونة أكثر من مرة “إن أجمل أيام الأردن لم تأت بعد… وإن القادم أجمل” ليكتشف هؤلاء أن الرئيس كان يقصد من سيأتي من بعده بكل هذه الوسامة التي وصل الغزل فيها إلى الكويت فتغزلت فيه الإعلامية الكويتية فجر السعيد، وبكل الأحوال غزل فجر ليس في صالح الدكتور جعفر حسان.

بعيدا عن الغزل والرئيس المزيون، فقد بدأنا مرحلة جديدة على الرئيس المكلف أن يكون بحجمها، لأنها من أصعب المراحل وأخطرها في الأقل في الملفات التي تهدد الأردن من التوسع الوحشي في أهداف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وهو بهذا يهدد الأمن الأردني مباشرة.

خطوات جيدة أن يبدأ الرئيس المكلف بمحاورة الأحزاب الفائزة في البرلمان الجديد، لكن أن لا تكون هذه الحوارات للعلاقات العامة وترتيب الأمور تحت القبة، الأمر يستدعي وضع أكتاف قوية وصلبة مع الحكومة الجديدة.

لتتحمل هذه الأحزاب مسؤوليتها مباشرة، ولتكن جزءًا مشاركًا في الحكومة، خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي بدأت تُظهر تمنعًا في المشاركة قبل أن يتم طرح الأمر عليهم، من خلال قول المراقب العام “إن قرار المشاركة في أي حكومة يحتاج إلى مراجعة المؤسسات الشورية في الجماعة”.

إذا وازنا مجلس النواب الجديد بمجلس عام 1989 ، فقد كان الإخوان جزءا من حكومة المرحوم مضر بدران، وشاركوا في الملفات الصعبة التي مرت فيها البلاد في تلك الظروف، فوجودهم في الحكومة أفضل من وجودهم فقط في البرلمان والمعارضة.

نصيحة بالمجان للرئيس المكلف، أن لا يعتمد كثيرا في التشكيل على المعارف والاصدقاء، وأن يبحث فعليا عن الكفؤ والحقيقي والصلب والقريب من نبض الناس وهمومهم، وأن لا يخضع لحسابات المحاصصة.

الدايم الله…