بين الخصاونة وحسّان والإختيار بعد الاختبار

كتب : باسم سكجها

أحبّ ألاّ يمرّ اليوم دون أن أحيي الدكتور بشر الخصاونة، وألاّ أن أهنئ الدكتور جعفر حسّان، والأوّل يغادر منصبه، والثاني يجلس على كرسيّ الدوار الرابع.

هناك أمر مشترك بين الإثنين، فهما وصلا إلى الموقع الأثير من بوابة مكتب الملك، والإثنان عملا عن قُرب مع جلالته، وبالتالي ففي يقين اليقين أنّ الإختيار جاء بعد الاختبار، وهذا ما كان.

ربطتني، وتربطني، مع الخصاونة علاقات إخوّة تاريخية، ولكن ليس لهذا فحسب ساندته وعاندته، بل لأنّه سجّل نظافة يده ولسانه، وكما قال في آخر رسالته للملك من حيث أجرين للصواب وأجر للخطأ، والمعروف أنّه أنجز وسينال عند ربه الأجرين، أكثر من الثاني.

وعرفت الدكتور جعفر حسان من قريب بعيد، أو بعيد قريب، فقد كان مسؤولاً عن العلاقات الخارجية في القصر الملكي، وحينها كُنتُ ممثلاً لمنظمة الشفافية الدولية، وللتاريخ فقد أنجزنا بدعمه في تلك السنوات ما لم يسبقه، ولم يلحقه، إنجاز، في سلّم الترتيبات الدولية.

تعدّلت قوانين، واستحدثت أخرى، وتأسست مؤسسات تاريخية بينها هيئة مكافحة الفساد، والهيئة المستقلة للانتخاب، وكان للدكتور جعفر دور كبير في ذلك الأمر، لأنّه كان يُنسّب رأيه، والقرار بالطبع لصاحب الأمر.

أكتب بسرعة عن رجلين أحدهما يرحل عن موقع، والثاني يحتلّ الموقع ذاته، وقد جاءا من مكان واحد هو المكتب، وأكتب شاكراً للأوّل جهده واجتهاده واخلاصه، وللثاني متمنياً التوفيق في مرحلة أقلّ ما يقال عنها إنّها معضلة، ولكنّ حلّها سيكون سهلاً، بفريق وزاري مقنع، وعلاقات ميسّرة مع نتائج الانتخابات تحت القبة، ويبقى أنّ مهمة الخصاونة كانت صعبة ونجح فيها، ومهام حسّان أصعب وسينجح فيها بإذن الله، وللحديث بقية!