العتوم: مجلس النواب العشرين سيكون درسًا للجميع

 

قالت عضو مجلس الأعيان الأسبق الدكتورة ميسون العتوم، خلال حديثها لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إن مجلس النواب الجديد يرمز إلى حالة من الشفافية، والنزاهة، والحيادية، مؤكدة أن نتائج الانتخابات تعكس إرادة الشعب الحقيقية، حيث خرجت صناديق الاقتراع بنتائج تتوافق مع خيارات الناخبين، وبحسبها، فقد أكدت العملية مبدأ "ما دخل صندوق الاقتراع خرج"، ما يشير إلى الالتزام بالتمثيل الحقيقي.

وفي معرض حديثها عن موقف المجلس من القضايا الإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بغزة، أشارت الدكتورة العتوم إلى أنه لن يتغير الكثير من حيث السياسة أو الموقف، فقد كان موقف الأردن من غزة واضحًا، بقيادة جلالة الملك، وأن هذا الموقف نال اهتمامًا دوليًا كبيرًا، في وقتٍ يعتقد فيه العديد من الخبراء أن الأردن اتخذ موقفًا يتجاوز قدرته الجيوسياسية ونفوذه.

وعن حزب جبهة العمل الإسلامي، أشارت الدكتورة العتوم إلى أن نجاحه كان متوقعًا، نظرًا لطبيعة خطابه العام ونفوذه طويل الأمد، فخطاب الإخوان المسلمين على المستوى السياسي أو الاجتماعي هو المسيطر والمؤثر، وهذا الأمر ليس مستغربًا، فخلال 60 سنة منحت المساحات للإخوان المسلمين للعمل على الأرض، وتم ترخيصهم جهةً حزبيةً شرعية، ما أعطاهم الكثير من المساحة والصلاحيات على أرض الواقع، وسمح لهم بالتواجد في مجالات رئيسية مثل التعليم، والمنظمات الخيرية، والمجتمع المدني، والمساجد، ووسائل الإعلام.

وأشارت العتوم إلى تأثير حركات المقاومة المستوحاة من الدين، فقد أظهروا من خلال تركيزهم على خلفية أيديولوجية دينية، مستوى من الأصالة في كل من القول والفعل، مِمَّا عزز مكانتهم كرموز للبطولة والمقاومة في نظر الكثيرين، وهذه "حقيقة سوسيولوجية معروفة لا تخفى على أحد"

وعن توقعاتها لمجلس النواب الجديد، أعربت عن ثقتها في أنه سيحقق الدور الأساسي المتوقع من أي مجلس، مؤكدة أن التنوع داخل المجلس هو مصدر القوة والإبداع والتقدم، فـ"التنوع ثراء"، مضيفة أن تاريخ الديمقراطية قائم على مبدأ النقاش بين مشارب، وتيارات، ورؤى، وأيدولوجيات، ومصالح مختلفة، وفي الوقت الذي قد يختلف فيه الإسلامي مع اليساري في رؤيتهما تجاه بعض القضايا، لكنهما لن يختلفا على غزة، كما أن اليساري، والإسلامي، والوسطي لا يختلفون على القضايا والاهتمامات الوطنية.

وفي معرض حديثها عما إذا كان هذا المجلس سيختلف عن المجلس السابق، أعربت الدكتورة العتوم عن ثقتها في أنه سيكون متميزًا بالفعل، مضيفة "سيكون هذا المجلس درسًا للجميع"، كما أنه سيعمل أيضًا كحافز للأحزاب التي لم تنجح في صنع موضع قدمٍ لها، لتجد الدافع في إعادة التجمع وتشكيل "قوى مواجهة"، جاهزة للانخراط في المسابقات الانتخابية المستقبلية.

وبحسب الدكتورة العتوم فإن هذا البرلمان سيكون له "طعم، ولون، ونكهة" تعكس هموم الشعب، وتعبر عن قضاياه، وتنتشل أواجه، وتحمل مظالمهم الوطنية، وأن الاختبار الحقيقي لهذا المجلس سيكون في الأساليب، والآليات التي يستخدمها لمعالجة هذه التحديات الملحة وفي السياسات التي يتبناها لحلها.