أبو زيد يجيب على سؤال: أين المقاومة في غزة؟
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تعليق له على تصريحات وزير دفاع الاحتلال يواف غالانت، الذي أشار إلى نقل مركز الثقل العسكري إلى شمال الأراضي المحتلة في مواجهة حزب الله، إن هذه التصريحات تأتي في إطار محاولات جنرالات جيش الاحتلال إغراء حكومة اليمين بفتح جبهة جديدة مع حزب الله، مقابل سحب القطاعات من غزة. ويأتي ذلك في سياق محاولات مستمرة من المستوى الأمني والعسكري لإقناع نتنياهو بوقف العملية العسكرية في غزة والاتجاه نحو المسار الدبلوماسي.
وأشار أبو زيد إلى أن الحسابات العسكرية تؤكد أن الاحتلال لن يستطيع، على الأقل خلال سنة من الآن، الدخول في مواجهة جديدة لعدة أسباب. أبرزها الحاجة الملحة لإعادة بناء الوحدات العسكرية التي تضررت في غزة، بالإضافة إلى أن قوات الاحتلال لا تستطيع المغامرة بعملية عسكرية ضد حزب الله في ظل حالة الارتباك الداخلي والفشل في تحقيق أهداف عملياتية في غزة والضفة الغربية. الأهم من ذلك، أن البيئة الدولية والإقليمية لا تدعم خيار عملية عسكرية جديدة للاحتلال ضد حزب الله. لذلك، يبقى الخيار الأقرب للواقع هو محاولة الخروج من مأزق غزة من خلال إغراء السياسيين بالذهاب لعملية ضد حزب الله، وهي خطوة لن يستطيع الجيش القيام بها الآن.
وحول انخفاض حدة العمليات العسكرية في غزة، أشار أبو زيد إلى أن تساؤلات بدأت تُطرح حول مكان وجود المقاومة في غزة. والإجابة المنطقية هي أن المقاومة اتبعت منذ بداية العمليات في غزة أسلوب "الكمون التكتيكي" لإعادة تنظيم صفوفها، وإعطاء المجال للاحتلال لإصدار تصريحات متكررة حول القضاء على المقاومة. هذا ما حدث بالفعل قبل يومين عندما صرح الاحتلال بالقضاء على لواء رفح، ليتفاجأ الاحتلال بعودة العمليات العسكرية إلى نفس المستوى العملياتي قبل تلك التصريحات، كما حدث في خان يونس وشمال غزة في وقت سابق. الأمر الذي يشير إلى أننا قد نشهد خلال الأيام القليلة القادمة عودة مستوى العمليات إلى وضعه الطبيعي، مما سيتسبب في تكبيد قوات الاحتلال خسائر إضافية بعد أن فقدت قدرتها على خلق بنك أهداف يمكن من خلاله بناء تقدير موقف عملياتي في غزة.