غنيمات يكتب: نواب الكوتا السيدات.. ما المطلوب؟

 

طلال غنيمات

تجربة الكوتا النسائية للانتخابات النيابية في الأردن، قديمة ومضى عليها عقود طويلة، بين التأييد والمعارضة، أوجه الاعتراض كانت ترتبط دائما بمخرجات الكوتا التي لم ترق لطموحات المجتمع، والسبب ان غالبية النساء أخفقن في تقديم أداء يتذكره المراقب.

المؤيدون، كانوا يروا في الكوتا النافذة الوحيدة لجلوس النساء تحت القبة، هذا الفريق غض النظر عن تقييم الأداء.

اليوم بعد الانتخابات، أصبح هناك قفزة كبيرة في موضوع الكوتا لناحية العدد والنوعية، ففي مجلس النواب الجديد، هناك 27 مقعدا للسيدات النواب، 9 منهن ضمن القوائم العامة، فيما بلغ العدد في مجلس النواب التاسع عشر 15 نائبًا.

بالاطلاع على السير الذاتية للنساء اللواتي أوصلهم القانون الجديد سواء على القائمة الوطنية العامة أو عبر القوائم المحلية، نجد أنهن يشكلن قيمة مضافة للقبة، وبشكل خاص مع السير الذاتية لهن، والتي تظهر المسارات الوظيفية، والمعرفية، والقيادية المتعددة لهن.

مسؤولية نواب كوتا المرأة اليوم تكمن بتقديم أداء مختلف تحت القبة في أن تتبنى قضايا الأسرة والنساء كافة، وإزالة اشكال التمييز ضد النساء في مختلف القوانين والتشريعات.

وحتى لا يكون حضورها صوريا يلزم  أن تكون متمكنة من القضايا العامة، ويكون صوتها موازي إن لم يكن أكثر  تأثيرا من صوت ودور زميلها الرجل، بحيث تعي وتفهم دورها تمامًا في ناحية التشريع والرقابة على الحكومة.

تغيير الصورة النمطية عن نساء الكوتا، يتطلب جهد إضافي من المرأة تحديدًا الجدد منهن، اذ ان المطلوب منهن فهم كاف لحساسية المرحلة التي يعبر بها الوطن، واستيعاب عميق للتوازنات والبيئة السياسية، والنظام السياسي، والثقافة السياسية العامة، وآليات التعامل مع الإعلام، وكل هذه القضايا مهمه للمرأة لتكرس صورتها كنائب مشرع ورقيب على الحكومة والمؤسسات.

ما أهمية الحديث مبكرا عن دور نواب الكوتا النسائية؟

لأنه سيعزز صورة المرأة ويغير التنميط (الصورة النمطية) التي تلحق النساء في البرلمان وهذا بالضرورة يقود إلى ضرورة زيادة العدد مستقبلًا بحيث أن نصل إلى أكبر عدد من السيدات النواب في المجلس النيابي.

الختام: هناك مسؤولية كبيرة على سيدات الكوتا، والمطلوب منهن تقديم نموذج وصورة إيجابية عن المرأة تعكس إمكانيات النساء الاردنيات، وأن يكن في صف الوطن أولًا وفي صف المرأة ثانيًا وفي صف الإصلاح والتغيير، وفي صف إخراج صورة حقيقية للمرأة الأردنية، إنها كفؤة، وقادرة، ومتعلمة وغير ذلك.