وردوا بحر غزة وعادوا ظمأى
إبراهيم القعير
تفصلنا أيام معدودة عن مرور عام كامل على الحرب بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني المحتل. ورغم المحاولات المكثفة، فشلت أهدافهم باستثناء الأهداف الإجرامية المتعلقة بقتل الأطفال والنساء، والتدمير المنهجي للبيوت والمدارس والمستشفيات والشوارع والبنية التحتية، بالإضافة إلى قتل الصحفيين والمسعفين ورجال الإغاثة الدولية. هذا في مواجهة الصمود المذهل لأبطال فلسطين، الذي سيكون نصراً مدوياً عالمياً، حيث شاركت الدول الكبرى في تعزيز الاستيطان والاستعمار والفاشية والعنصرية والإمبريالية في الشرق الأوسط.
خطاب نتنياهو مساء الأربعاء أظهر ارتباكه ويأسه وفشله، نظراً لتكرار نفاقه وكذبه، وهو على يقين أن الشعوب قد أدركت أنه يفتقر إلى الإنسانية والأخلاق والضمير. لقد تضاعفت الضغوط عليه من الغرب والشرق ومن الداخل، وظهر في خطابه وهو يتوسل ويحاول كسب عطف الشعوب، رغم أنه بلا إحساس ولا ضمير. اعتذاره المتكرر لأهالي الأسرى هو أكبر دليل على اعترافه بفشل العمليات العسكرية للإفراج عنهم.
رغم صمود الأبطال الفلسطينيين بمفردهم دون مساعدة أحد، لا يزال العالم يخضع لشروطهم التي طرحت في الاتفاقيات. أخيراً، سينسحب نتنياهو ذليلاً من محور صلاح الدين وغزة، مهزوماً وصاغراً.
لقد منحوا عدة فرص لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره قصراً، وتأجيل المفاوضات، ووضع شروط جديدة لإفشال عملية التفاوض بشهادة الوسطاء والشعب الصهيوني وقادته. الآن عادوا إلى طاولة المفاوضات وقبلوا بالانسحاب من محور صلاح الدين، مع اتفاقات تشمل تدريب أميركيين للفلسطينيين لحماية المحور، أو الاتفاق مع مصر لبناء جدر تحت الأرض مزودة بأحدث الأجهزة للحفاظ على أمن الكيان.
خلال هذا الشهر، ستتحقق أمنيات الشعب الفلسطيني بالنصر وإتمام الصفقة وإخراج الأسرى وإعادة بناء غزة ودخول المساعدات. هذا ما أتوقعه نتيجة الضغوط المتزايدة على الكيان الصهيوني وتضييق الخناق على نتنياهو وحكومته.