الخطر يستهدف كل الأردن

   طاهر العدوان

بعد مرور 11 شهراً على حرب الإبادة الصهيونية الأمريكية في غزة، يستدير نتنياهو إلى شمال الضفة المحتلة ليشن "حربه الشاملة على كل شيء"، وفقاً لتصريحات الإرهابي وزير خارجية العدو الذي دعا إلى ترحيل واسع لأهلنا في الضفة.

إنه وقت اليقظة والنهوض والعمل، أردنياً، على كافة مستويات الدولة بكل أجهزتها وعلى المستوى الشعبي الشامل. فالخطر الصهيوني الذي يطل برأسه عبر النهر يستهدف كل الأردن: الوطن، النظام، والشعب. وكل من يتابع ما يجري على أرضنا الفلسطينية يخشى على حاضر ومستقبل وطنه ومصير أبنائه، لأننا أمام عدو همجي متوحش تسانده قوة إمبريالية عنصرية، شاهدنا موقفها الحقيقي في الكونغرس الذي التهب بالتصفيق للمجرم نتنياهو، مباركين له دم أطفال ونساء غزة المسفوك على يديه!

لماذا لا يبادر الأردن بالدعوة إلى قمة عربية وأخرى إسلامية في عمّان، وإلى قرارات تهدد بتمزيق معاهدات السلام والتطبيع وكل أشكال الاعتراف بهذا النظام الوحشي، وبضغوط سياسية واقتصادية ملموسة على إدارة البيت الأبيض الصهيونية؟ (لم يعد الإجماع العربي مهماً، الأهم هو فرز المواقف: إما مع العدو أو مع وطنك وأمتك ودينك ومقدساتك).

في كل منعطفات قضية فلسطين التاريخية، كان الدور الأردني طليعياً في استنهاض العرب لاتخاذ مواقف موحدة، وحان الوقت للقرارات التي تسبق التصريحات لمواجهة حرب الإبادة ووقفها، لأنها حرب شاملة في عناوينها وأهدافها وأفعالها.

إن هدفها واضح لكل عين، وهو فرض "إسرائيل الكبرى" من الفرات إلى المتوسط (وخذوا العبرة من خطورة هذا الهدف الذي تتهيأ له الظروف والقوة!)، كما يظهر في موقف الكونغرس الصهيوني وتصريح ترامب (الذي يريد إسرائيل على أرض كبيرة).

ملاحظة: صحيح أن الواقع العربي الرسمي يضخ اليأس والإحباط في النفوس ويثبط الهمم، لكن من يده في النار هو الأَوْلى بصهر وإعداد السيوف وأسباب القوة للدفاع عن خطر داهم يدق باب بيته.