الحوارات يصف التوغل الإسرائيلي في الضفة باللحظة المحورية
خاص
وصف المحلل السياسيّ الدكتور منذر الحوارات العملية الإسرائيلية الجارية في الضفة الغربية بأنها لحظة محورية في الأجندة الصهيونية الأوسع، مؤكدًا أن ما يتم تقديمه على أنه جهد مستهدف للقضاء على عناصر حماس في الضفة الغربية هو في الواقع حملة مدروسة ومنهجية تهدف إلى تفكيك نسيج الوجود الفلسطيني في المنطقة.
وقال خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إن هذه الحملة، التي بدأت في غزة، تمتد الآن إلى الضفة الغربية بهدف شل بنيتها التحتية، وجعل الحياة اليومية لسكانها لا تطاق، وفي نهاية المطاف دفعهم إلى الرحيل عن وطنهم.
يتعمق الحوارات في الأسس النفسية والاستراتيجية لهذه العملية، موضحًا أن المصاعب التي فرضت على السكان الفلسطينيين ليست مجرد أضرار جانبية بل هي جزء من استراتيجية متعمدة لإرغام الفلسطينيين على التخلي عن أرضهم، وأنه من خلال التآكل المنهجي لجودة الحياة ــ تدمير المنازل وسبل العيش والهياكل الاجتماعية ــ تهدف إسرائيل إلى خلق بيئة معادية إلى الحد الذي يجعل الفلسطينيين بلا بديل قابل للتطبيق سوى البحث عن ملجأ في مكان آخر.
ويتعمق الحوارات في خطاب زعماء اليمين المتطرف في إسرائيل، والذين أظهروا بشكل صريح طموحاتهم لضم الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات، وفرض السيطرة على المسجد الأقصى، منوهًا أن هذه الأهداف ليست مجرد مواقف سياسية، بل هي جزء لا يتجزأ من خطة منظمة جيداً استغرقت سنوات، إن لم يكن عقودًا، في الإعداد.
ويرى الحوارات أن العمليات العسكرية الحالية هي تنفيذ لخطة مُعدة بعناية تهدف إلى إرساء حقائق لا رجعة فيها على الأرض، وبالتالي ترسيخ التوسع الإقليمي الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني.
وأوضح الحوارات أن عودة الرئيس محمود عباس، لم تكن مجرد مسألة توقيت، بل كانت بمثابة استجابة للمخاطر المحتملة المتمثلة في منع إسرائيل عودته، فهو يعتقد أن هذه الخطوة كانت ضرورية لعباس للحفاظ على دوره القيادي في الضفة الغربية، والإشراف المباشر على الأزمة المتصاعدة، والانخراط بشكل أكثر فعالية مع القوى الدولية، وخاصة الولايات المتحدة، في السعي إلى كبح جماح العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق أوسع، يحذر الحوارات من التهديد الوجودي الذي تشكله تصرفات إسرائيل، ويضعها في إطار المرحلة الثانية من المشروع الصهيوني الكبير الذي قد يؤدي إلى إخضاع الشعب الفلسطيني بالكامل ما لم يتم اتخاذ تدابير مضادة حاسمة.
ودعا إلى الاعتراف الرصين بالواقع على الأرض، وحث الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية على مواجهة الأزمة، وأنه في غياب مثل هذه الاستجابة، يخشى أن تكون المنطقة على شفا كارثة قد تغير بشكل دائم توازن القوى ومصير الشعب الفلسطيني.