الحسنات: حروب الوكالة تغذيها إيران من أجل مصالحها

 

قال اللواء المتقاعد عبد الله الحسنات إن الإدارة الأميركية إما غافلة أو غير مبالية بالمخاطر الجمّة للتصعيد في الشرق الأوسط، والتي تظهر من خلال إدامة دعمها الثابت لإسرائيل، فهي بذلك تزعزع استقرار المنطقة ذاتها التي تدعي أنها تحميها، مضيفًا أن المستفيد الحقيقي في هذه البيئة المتقلبة، ليس إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل إيران.

وأوضح في حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" أن غياب المواجهات المباشرة وانتشار الاشتباكات بالوكالة يجبرنا على التساؤل حول الدوافع الكامنة وراء ذلك، فمن الواضح أن هذه الصراعات يتم تنظيمها بدقة، وتخدم مصالح القوى الأكبر، مردفًا بأن الاستخدام المحسوب من جانب إيران للمجال الجوي الأردني كطريق مزعوم لاستهداف إسرائيل ليس مجرد قرار تكتيكي ــ بل هو إشارة استراتيجية متعمدة لإِشراك الأردن في هذه العملية، بهدف بث الفتنة وزعزعة الأمن الداخلي في الأردن، رغم وجود العديد من السبل الأخرى المتاحة عبر الأراضي الخاضعة بالفعل لنفوذ طهران.

وذكر الحسنات أن الموقف السلبي الذي اتخذته الإدارة الأميركية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة يثير تساؤلات بالغة الأهمية حول التزامها بالسلام والاستقرار، ففي الوقت الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة الوسائل الدبلوماسية والاستراتيجية لنزع فتيل التوترات، فإن تقاعسها يشير إما إلى اللامبالاة المدروسة أو إلى تحالف أعمق وأكثر إزعاجاً مع القوى التي تسعى إلى استمرار الصراع.

وبالنظر إلى المستقبل، أوضح أن التحول المحتمل في الإدارة الأميركية بعد الانتخابات المقبلة قد يؤدي إلى تفاقم الوضع، فهناك من يرى في هذه الاضطرابات فرصة أو ذريعة للدفع نحو زيادة مبيعات الأسلحة تحت ستار الأمن الإقليمي، مشيرًا إلى احتمال الربح، المتشابك مع المناورات الجيوسياسية، قد يدفع بعض الفصائل إلى الدعوة لتصعيد التوترات، مع تحول الشرق الأوسط مرة أخرى إلى ساحة معركة للمصالح الأجنبية.

وأشار الحسنات إلى أن منطق الحروب بالوكالة واضح - فهي أدوات تستخدمها القوى البعيدة المغذية لها لفرض النفوذ دون مشاركة مباشرة. ومع ذلك، فإن هذا التصعيد، المدعوم بمثل هذه الديناميكيات بالوكالة، يحمل تكلفة باهظة.