هايل داود يكشف الرأي الشرعي لعمليات المقاومة الاستشهادية

 

قال وزير الأوقاف الأسبق هايل داود، إن الواقع المروع للعدوان على غزة يكشف عن اختلال عميق في توازن القوة والأخلاق، ففي الوضع الحالي، لا توجد قوة قوية بما يكفي لإجبار العدو على وقف عملياته المتواصلة أو تحقيق وقف إطلاق النار، مضيفًا أن القيادة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، لا تعمل على عرقلة المفاوضات فحسب، بل إنها تسعى إلى إراقة الدماء، بهدف واضح، وهو الإبادة.

وبيّن خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن المقاومة في غزة استطاعت - في بعض الأحيان - تعطيل التقدم العسكري الإسرائيلي، إلا أنها لم تحقق بعد مستوى الردع الكافي لإجبار إسرائيل على وقف الأعمال العدائية، مشيرًا إلى أن الإبادة الجماعية المستمرة لا تقتصر على ساحة المعركة؛ بل إنها إبادة متعمدة ومنهجية ضد المدنيين.

"في كل يوم، تُسفك دماء الأبرياء، ويشهد العالم على مذابح عديدة تطال المئات منهم، مِمَّن لم يكن لهم أي دور في الصراع"، وفقًا للداود.

وقال إن هذا أثار سؤالًا مرتبطا بلجوء المقاومة إلى الرد بالأسلوب ذاته، فالنساء والأطفال والمدنيين في غزة ليسوا أقل أهمية من نظرائهم في إسرائيل، فالعين بالعين والسن بالسن، مؤكدًا أن العمليات الاستشهادية تعد نداءً من أجل العدالة، وهو أمر مشروع دينيًا، وقانونيًا، ففي مواجهة عدو لا يعترف بأية حدود، وينتهك قدسية الحياة دون تردد، فإن ما لجأت إليه المقاومة لا يبرز كخيار فحسب، بل كضرورة.

ونوّه إلى أن الدفاع عن الحياة ذاتها، أقرته التقاليد الدينية والقانونية التي تدعو إلى السلام أيضًا، وفي مواجهة مثل هذا العدوان الساحق الذي لا يلين، فإن شرعية هذه الأعمال تظل مؤكدة.