أبو زيد: مقتل جندي واحد يربك قوات الاحتلال... والفراعنة: المقاومة جنّدت 10 آلاف مقاتل

 

قال الخبير والمحلل السياسيّ نضال أبو زيد إن قوات جيش الاحتلال داخل مثلث تل الهوى، وخان يونس، وتل السلطان، منهكة للغاية، فهذه المواقع ليست مجرد نقاط على الخريطة، بل أصبحت مراكز صراع تستهلك قوات الاحتلال وتتسبب بتآكلها.

ولفت الانتباه إلى مفارقة العقيدة العسكرية للاحتلال، حيث يخلق فقدان الأرواح البشرية - وخاصة الجنود - تأثيرًا نفسيًا واستراتيجيًا أعظم بكثير من تدمير الأصول العسكرية مثل الدبابات، ليكشف تفضيل رأس المال البشري على الخسائر المادية، ضعف الاحتلال والعبء الثقيل الذي تتحمله قواته.

وأوضح أبو زيد خلال حديثه لقناة "رؤيا" أن القرار الأخير المتخذ من قبل وزارة الدفاع باستدعاء جنود الاحتياط الذين تم تسريحهم من الخدمة، يؤكد عمق الورطة التي وقعت القوات فيها، حيث أصبحت الخسائر البشرية غير محتملة، ما دفع القيادة العسكرية إلى النظر في السبل الدبلوماسية - وهو التحول الذي ألمح إليه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت.

إن هذا الصراع الداخلي بين المستويين العسكري والسياسي للاحتلال يشكل خط صدع حرج في الصراع، وهو ما لاحظه أبو زيد، ففي حين يدعو القادة العسكريون، الذين يدركون تمام الإدراك الخسائر المتزايدة، إلى الانسحاب الاستراتيجي من غزة، فإن القيادة السياسية تظل مصرة على استمرار العمليات، ما يشير إلى أزمة وجودية أوسع نطاقًا داخل صفوف الاحتلال، حيث تتعارض حقائق الحرب على الأرض مع الطموحات السياسية، مما قد يؤدي إلى سوء تقدير استراتيجي كبير.

الحرب نفسها متعددة الأوجه، وتمتد إلى ما هو أبعد من الاشتباكات العسكرية التقليدية إلى عوالم الاستخبارات والحرب الإعلامية، وهو سلط أبو زيد الضوء عليه، وبشكلٍ خاص فعالية المقاومة الفلسطينية في هذه المجالات، وخاصة في مجال الإعلام الهجومي، فإن قدرة المقاومة على تشكيل الروايات والتأثير على الإدراك العام، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، تضيف بعدًا جديدًا للصراع، وهو البعد الذي تكافح قوات الاحتلال لمواجهته.

وحذر أبو زيد من تجاهل التطورات في الضفة الغربية، والتي أصبحت متقلبة بشكل متزايد منذ تصريحات المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، فالإعلان عن انتقال العمليات إلى الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر لم يكن تهديدًا فارغًا، مبينًا أن الزيادة اللاحقة في العمليات، بما في ذلك الهجوم الجريء في قلب تل أبيب، يوضح قدرة المقاومة على توسيع نطاق الصراع والحفاظ على الضغط على جبهات متعددة.

من جانبه، يحول الكاتب والمحلل السياسيّ، حمادة فراعنة التركيز إلى الديناميكيات الجيوسياسية الأوسع، وخاصة دور الولايات المتحدة في محاولة إدارة نطاق الصراع، فهو يفترض أن أحد الأهداف المركزية لزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة هو منع الصراع من التصعيد خارج غزة، وخاصة فيما يتعلق بإيران.

وأضاف أن هذا ينطوي على ممارسة ضغوط دبلوماسية هائلة على حماس للموافقة على وقف إطلاق النار بشروط مواتية لإسرائيل. ومع ذلك، يفسر فراعنة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - إصراره على وضع عبء الصراع المستمر على حماس - كاستراتيجية محسوبة مصممة لإجبار حماس على التنازل، ومن ثم الهزيمة.

وهذا يقودنا إلى جوهر الصراع الإيديولوجي، كما وصفه فراعنة، فتجنيد حماس مؤخرًا لـ10 آلاف شاب فلسطيني، على استعداد لاحتضان الاستشهاد بدلاً من الموت كمدنيين، يؤكد على عمق التزام المقاومة بقضيتها.