فيروس جدري القردة.. وباء جديد يهدّد العالم ما علاجه؟

للمرة الثانية خلال عامين، أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري القرود حالة طوارئ صحية على صعيد عالمي على أثر تفشي الوباء في جمهورية الكونغو الديموقراطية وانتقاله إلى دول مجاورة. وقد تفشى هذا المرض الفيروسي سابقاً في عام 2022، لكن يبدو أنه هذه المرة مثير للقلق أكثر بعد مع ظهور متحور جديد وتحقيقه انتشاراً واسعاً مع زيادة تصل إلى نسبة 160 في المئة في الإصابات بالمقارنة مع ما سُجِّل في عام 2023 في الفترة نفسها، وزيادة بنسبة 19 في المئة في الوفيات، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. 

 

وفي عام 2022، انتشرت سلالة "كليد 2" في 100 دولة، على الرغم من أنها أخفّ وطاة من السلالة الآخذة في الانتشار حالياً. 

 

وفي لبنان، هناك تحذيرات من وصول المرض إليه بعد انتشاره في أفريقيا.

أين ظهر فيروس جدري القردة أولاً؟

ظهر الفيروس أولاً في جمهورية الكونغو الديموقراطية بنسبة 96 في المئة من الحالات. هذا قبل أن ينتقل إلى دول أفريقية عدة مثل كينيا وأوغندا. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن السلالة المتفشية عبارة عن نسخة متحورة من الجيل الأول من الجدري المتوطن في الكونغو من عقود وهي في غاية الخطورة. وفي الكونغو، سُجِّلت في هذا عام 8600 إصابة و410 حالات وفاة.

 

بحسب الطبيب الاختصاصي بالأمراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا، الفيروس مستوطن أصلاً في البلاد الأفريقية وتحديداً في وسط وغرب أفريقيا لكن حصلت زيادة كبرى في أعداد الإصابات حالياً حتى تخطى عددها 15600 حالة في الكونغو، مع عدد وفيات وصل إلى 537 حالة وفاة، مع انتشار في دول محيطة لم يكن موجوداً فيها الفيروس. 

هل وجود الفيروس يدعو للقلق؟

بحسب أبي حنا، إن ما يقلق الآن يتمثل في انتشار الفيروس خارج الكونغو التي يستوطن فيها جدري القردة أصلاً.

 

ويشار إلى أن المتحور المنتشر حالياً خطر أكثر من ذاك الذي انتشر في أوروبا في عام 2022، ومن المثير للقلق أن 40 في المئة من الحالات هي أطفال دون سن 5 سنوات. 

 

ويشار إلى أن المتحور الذي انتشر في أوروبا في عام 2022 واعتبرته منظمة الصحة العالمية وباءً عالمياً، يختلف عن ذاك المنتشر حالياً. وآنذاك، انتشر ذلك الفيروس خاصة عبر العلاقات الجنسية بين مثليين، وسُجل معدل وفيات منخفض. 

 

وفي لبنان، بقي عدد الحالات آنذاك محدوداً من دون أي حالة وفاة. وجرى علاج معظم الحالات في المنازل.

ما هو فيروس جدري القردة؟

يمثّل جدري القردة عدوى فيروسية تنتقل عن طريق التواصل عن قرب أو لمس الأسطح والأغراض الملوثة أو البثور المرافقة للمرض. وقد ينتقل عبر العلاقات الجنسية غير المحمية. وينتمي إلى مجموعة الفيروسات المسببة للجدري. وفي الأصل، وصل الفيروس إلى البشر عبر انتقاله من الحيوانات إليهم، لكنه أصبح الآن ينتقل بين البشر مباشرة. وعلى الرغم من أن الإصابات قد تكون طفيفة، قد تسبب الوفاة. 

 

ما أعراض فيروس جدري القردة؟

أعراضه تشبه تلك المرافقة للأنفلونزا، بالإضافة إلى ظهور بثور ممتلئة بالقيح، وبالتالي تشمل أعراض جدري القردة: 

- الحمى

- الصداع

- آلام الظهر 

- آلام العضلات

- الإرهاق

- تضخم الغدد اللمفاوية

- مع انخفاض درجات الحرارة قد يظهر طفح جلدي يبدأ غالباً في الوجه قبل أن ينتشر في باقي أجزاء الجسم، ويكون أكثر شيوعاً في راحة اليدين

- حكاك مرافق  للطفح الجلدي مع حدوث أوجاع تسبق تقشر البثور التي تُحدث جروحاً وتخلف ندوباً على الجلد.

 

كيف يعالج الفيروس؟

يوضح أبي حنا أنه في معظم الحالات لا تكون هناك حاجة إلى علاج بل يحصل الشفاء تلقائياً. وكذلك يتوافر علاج للحالات المتقدمة.

 

هل يتوافر لقاح لفيروس جدري القردة؟

يتوافر لقاح لفيروس جدري القردة وعلاجات أيضاً لمواجهته، إلا أنه غير متوافر في الكونغو حيث تفشى المرض. وحتى الآن، ليس من المتوقع أن يتوافر اللقاح في الكونغو الديموقراطية والدول المجاورة إلا بعد أشهر رغم إعلان حالة الطوارئ الصحية. 

 

وانطلاقاً من هذا التفشي الواسع، حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار الوباء داعية إلى تحرك عاجل مع تحذيرات من السلالة الخطيرة التي بدأت تحقق انتشارها أولاً في الكونغو. وبحسب أبي حنا، لا يتوفر اللقاح في لبنان حتى اللحظة. ولكن، ليس ثمة خطورة من هذا الفيروس في لبنان لكن التتبع مهم عبر كشف الحالات وعزلها. وفي المقابل، لا يشكل هذا الفيروس خطراً كفيروس كورونا، بل إن خطورته محدودة، على حد قول أبي حنا، شرط التتبع وحصر الإصابات بجدية.