أبو نوار: أوكرانيا تتباهى بخرق رمزي... وروسيا تستعد لمحو تقدمها

 

قلّل الخبير العسكري مأمون أبو نوار من الأهمية العسكرية المباشرة للأفعال الأوكرانية، واصفًا التقدم الأوكراني في الأراضي الروسية بأنه مجرد "خرق" وليس "احتلالًا"، وهو تمييز بالغ الأهمية من الناحية العسكرية.

وأضاف خلال حديثه لقناة رؤيا أن هذا الاختلاف الدقيق أمر بالغ الأهمية، لأنه يؤطر المناورات الأوكرانية على أنها رمزية أكثر من كونها استراتيجية، فخط الجبهة الذي يبلغ طوله 2000 كيلومتر شاسع، والسيطرة على جزء صغير منه، حتى ولو مؤقتًا، لا تترجم بالضرورة إلى نصر استراتيجي. ولكن بدلًا من ذلك، يقترح أبو نوار أن الأوكرانيين يستغلون هذه الخروقات لإظهار قوتهم والزعم بأن تسليحهم المعزز يسفر عن نتائج ملموسة على أرض المعركة.

ولكن رؤى أبو نوار تتخذ منعطفًا أكثر قتامة عندما يؤكد بأن هناك هجومًا مضادًا لا مفر منه، وأنه من المرجح أن تشن روسيا ردًا قويًا، يتعين بسببه على الأوكرانيين الاستعداد لانسحاب محتمل، وهذا التوقع ليس مجرد تكهنات؛ إذ يشير أبو نوار إلى مؤشرات مبكرة للقوات الروسية التي بدأت في إعادة تجميع صفوفها والاستعداد لضربة مضادة.

وما يجعل تحليله مثيرًا للقلق بشكل خاص هو تركيزه على البنية الأساسية الحيوية الواقعة بالقرب من مناطق الصراع، فهناك محطة طاقة نووية روسية في كورسك، إلى جانب خط أنابيب الغاز الرئيسي الذي يزود نصف أوروبا بالغاز، ما يعني أن سيطرة القوات الأوكرانية الآن على بعض النقاط الحرجة في سلسلة إمدادات الغاز هذه تشكل سلاحًا ذا حدين.


وهذا يقود أبو نوار إلى جوهر المفارقة الاستراتيجية التي تدور حولها الأحداث، ففي حين وجود هذه البنية الأساسية الحيوية يشكل نقطة ضعف محتملة بالنسبة لروسيا، فإنه يضع أوكرانيا أيضًا في موقف محفوف بالمخاطر، ذلك أن خط أنابيب الغاز الذي يمر عبر الأخيرة يعد شريان حياة للعديد من البلدان الأوروبية، بما في ذلك هنجاريا.

من وجهة نظر أبو نوار، فإن الوضع الحالي هو لعبة عالية المخاطر حيث تكون تصرفات كلا الجانبين محفوفة بالمخاطر، فقد أدخل التقدم الأوكراني، على الرغم من محدوديته عسكريًا، متغيرات جديدة في الصراع، وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية الحيوية، مضيفًا أنه من المرجح أن يستجيب الروس، بدورهم، بقوة ساحقة، مما قد يؤدي إلى تصعيد دراماتيكي.