سويدان: الزلازل المستقبلية احتمالٌ حتميّ
قدّم خبراء الزلازل تحليلًا دقيقًا لاحتمال وقوع زلزال كبير في المنطقة، بما في ذلك الأردن، بعد سلسلة من الأحداث الزلزالية التي حدثت في شمال سوريا.
تسببت هذه الأحداث، التي وقعت مساء الاثنين وصباح الثلاثاء، في حدوث هزات أرضية كانت محسوسة من قبل السكان في الأردن، ولبنان، ما أثار المخاوف بشأن النشاط الزلزالي الإقليمي.
وفي هذا الصدد، أوضح مدير المرصد الزلزالي الأردني غسان سويدان في حديثٍ لقناة رؤيا أن زلزالًا كبيرًا، بلغت قوته 5.2 درجة، كان قد ضرب الساعة 11:56 مساءً يوم الاثنين، مضيفًا أن هذا الحدث لم يكن معزولًا؛ فقد سبقه هزة سابقة بلغت قوتها 3.9 درجة على مقياس ريختر، حدثت قبل حوالي ساعتين ونصف، ليشير إلى أن المنطقة في تجربة النشاط الزلزالي، مع تسجيلها 7 هزات ارتدادية إضافية، كان آخرها في الساعة 5:37 مساءً يوم الثلاثاء.
وأكد سويدان أنه في الوقت الذي شعر فيه سكان الأردن بالزلزال الذي بلغت قوته 5.2 درجة بشكل واضح، إلا أن تأثيره كان عابرًا ولم ينتج عنه أي أضرار هيكلية، مشيرًا إلى أن المنطقة التي شهدت النشاط الزلزالي في سوريا تعد جزءً من منطقة نشطة زلزاليًا، ومعروفة بنمط تاريخي من الزلازل المتكررة، ما يشير إلى أن المنطقة تحت تأثير مستمر للحركات التكتونية، وهذا ما يجعلها عرضة للأحداث الزلزالية المستقبلية.
وأشار في تحليله إلى أن شدة تأثير الزلزال تعتمد على عوامل مختلفة، بما في ذلك نوع التربة، ونوعية البناء، وأنه لدى عقد مقارنة بين سوريا والأردن، فإن معايير البناء في الأخيرة أكثر قوة بشكل عام، ما يوفر درجة أكبر من المرونة ضد الأضرار الزلزالية المحتملة، أي أن هذا الاختلاف في ممارسات البناء يلعب دورًا حاسمًا في التخفيف من آثار الزلازل المستقبلية.
وفي معرض حديثه عن مخاوف السكان في الأردن، نصح السويدان الجميع بالهدوء واليقظة، مؤكدًا ضرورة اطلاع المواطنين على بروتوكولات السلامة المعمول بها للاستعداد للزلازل.
وذكر أن النشاط الزلزالي الأخير لا يشكل تهديدًا مباشرًا، إلا أن تاريخ المنطقة الزلزالي يشير إلى أن الزلازل المستقبلية هي احتمال حتميّ. ومع ذلك، فإن توقيت مثل هذه الأحداث لا يزال غير مؤكد إلى حد كبير، مع عدم وجود وسيلة موثوقة للتنبؤ بما إذا كانت قد تحدث في الأمد القريب أو بعد ذلك بكثير.