كراجة: قد تكون التجربة الحزبية مؤلمة... وتليلان: الولاءات العائلية مهيمنة

 

يطرح المحامي والكاتب سائد كراجة، خلال حديثٍ لقناة المملكة أسئلة وثيقة الصلة بالطبيعة الحقيقية لاختيار الناخبين في الأردن، مشيرًا إلى الدوافع التي يسترشد بها لدى اختيار الناخب، والتي قد تكون مدفوعة بغايات أيديولوجية أو سياسية.

ويشير كراجة إلى أن عملية صنع القرار ليست سرًا؛ فهي تتشكل من خلال الروابط الأسرية الراسخة والمال الفاسد، أو من خلال التصويت العقابي، المرتبط بتفضيل ناخب على ناخب.

وسّلط كراجة الضوء على خيبة الأمل التي يشعر بها كثيرون تجاه المجلس البرلماني، مؤكدًا أن صورة البرلمان قد شوهت على مر السنين، مما أدى إلى شعور متزايد بالتشكك وعدم الثقة بين عامة الناس. ووفقًا لكراجه، تواجه البلاد الآن تجربة جديدة، يطلق عليها "الذخيرة الحزبية"، وهو مصطلح يجسد التركيز المتزايد على الأحزاب السياسية في العملية الانتخابية.

ويعتقد كراجة أن هذه التجربة ستكون سلاحًا ذا حدين. ففي حين أن لديها القدرة على بناء ثقافة سياسية أردنية جديدة، فمن المرجح أيضًا أن تترك وراءها دروسًا مهمة وربما حتى مؤلمة. ومع ذلك، أعرب كراجة عن تفائله بأن هذا التحول قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تمكين الناس، وتعزيز مبدأ "الشعب هو مصدر السلطة".

ويتفق الباحث والمحلل الدكتور أسامة تليلان، مع بعض ما جاء به كراجة، إلا أنه قدّم منظورًا مختلفًا حول سلوك التصويت المتطور في الأردن، متسائلًا عمَّا قد يؤثر على إرادة الناخب تجاه المرشح.

وقال تليلان إن سمعة الأحزاب السياسية ستؤثر على سلوك الناخبين، وبشكلٍ خاص بعد التجربة الانتخابية المقبلة، إلا أن هذا التأثير لن يجد له مكان في جميع الدوائر الانتخابية، ففي الدوائر المحلية، لا تزال العوامل التقليدية - مثل الروابط العائلية والولاءات القديمة - مهيمنة، بغض النظر عن سمعة الحزب.

وذكر أن الدائرة المحلية، تشهد تواجد العوامل الموروثة، بغض النظر عن مدى وجود عامل السمعة أو عدمه"، فرغم التغيير الذي يلوح في الأفق، إلا أنه غير متكافئ ويخضع للهياكل الاجتماعية الراسخة التي شكلت السلوك الانتخابي الأردني لفترة طويلة.