الرداد: إيران تخطط لمفاجأة من العيار الثقيل... إسرائيل ليست هدفها

قال الخبير السياسي والأمني الدكتور عمر الرداد إن التقارير الأولية المتداولة ذكرت أنه تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، من خلال ضربة صاروخية مصدرها دولة مجاورة، وهو الادعاء الذي ظهر لفترة وجيزة على قناة العالم الإيرانية قبل أن يتم التراجع عنه بسرعة، ومن ثم حذفه.

وبيّن أن هذا أدى إلى تأجيج التكهنات وإثارة التساؤلات حول الخطوات القادمة لإيران في هذا الوضع المتقلب، وبشكلٍ خاص، بالتزامن مع ترقب دولي للرد الإيراني.

وأشار الرداد خلال حديثهٍ مع صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إلى أن إيران تمر حاليًا بمرحلة حسّاسة من إعادة المعايرة الاستراتيجية، فهي ربما تكون على وشك الاعتراف رسميًا باستنتاجات تحقيق داخلي خلص إلى أن هنية قُتل بقذيفة أطلقت من مسافة قريبة محملة برأس حربي متفجر يزن 7 كجم.

وأكد أن هذا الاستنتاج، وفي حال خروجه للعلن، قد يشير إلى تحول كبير في موقف إيران واستراتيجيتها في المنطقة.

وذكر الرداد أن رد إيران قد لا يتوافق مع توقعات ضربة مباشرة ضد إسرائيل، لتتخذ طهران بدلًا من ذلك، خطوة مفاجئة ومحسوبة من خلال استهداف أذربيجان، الجارة التي كانت على خلاف متزايد معها، مردفًا أن تورط أذربيجان المزعوم في تدبير تحطم الطائرات التي كانت تقل الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أدى إلى تأجيج التوترات، والنظريات، في وقتٍ تنظر طهران إلى أذربيجان، المستضيفة  لقواعد عسكرية إسرائيلية، على أنها وكيل للمصالح الإسرائيلية، ما يجعلها هدفًا مهمًا، واستراتيجيًا لإيران. 

وقال إن مثل هذه الخطوة من جانب إيران يمكن أن تخدم أغراضًا متعددة، فمن خلال ضرب أذربيجان، يمكن لإيران الإدعاء بأنها حيدت أفرادًا من الجيش الإسرائيلي، وربما تتلقى دعمًا ضمنيًا أو حتى علني من مصادر إسرائيلية من خلال تصريحات تؤكد مقتل جنرالات في الخارج أثناء مهام سرية.

وأشار الرداد إلى أن الخطاب الإيراني، والذي ظهر من خلال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، قد ألمح إلى فصل ردود طهران عن ردود الحزب في المنطقة، مضيفًا أن هذا الغموض الاستراتيجي لإيران سيوفر المرونة اللازمة لضرب أهداف أخرى غير إسرائيل مع الحفاظ على مظهر التماسك بين وكلائها الإقليميين.

بالإضافة إلى أذربيجان، بيّن الرداد أن كردستان العراق تظل هدفًا لطموحات إيران العسكرية، في وقتٍ أحاطت الشبهات بكردستان، وأنها تؤوي عمليات الموساد الإسرائيلي، الأمر الذي كان بمثابة ضوءٍ أخضر لشن طهران ضربات صاروخية على أربيل في وقتٍ سابق، بما في ذلك على المطار والمناطق السكنية المحيطة، بحجة استهداف منشآت الموساد.