أكاديميان يوجهان الطلبة نحو الاختيار الصائب للتخصصات

 

أكد رئيس الجامعة الألمانية الأردنية، الأستاذ الدكتور علاء الدين الحلحولي، أهمية مواءمة المسيرة الأكاديمية للطالب مع شغفه العميق، ومواهبه الفطرية، وتطلعاته طويلة المدى. وسلط الضوء على مصدر قلق كبير في المشهد التعليمي الأردني، ألا وهو غياب آلية متطورة لتقييم ورعاية اهتمامات الطالب الحقيقية بدقة.

وحذر في حديثه لقناة "المملكة" من أن هذه الفجوة ستؤدي إلى نسبة كبيرة ومقلقة من الطلبة الذين يدخلون التعليم العالي دون إحساس واضح بالاتجاه، وغير قادرين على توجيه طاقاتهم بشكل فعال نحو مجال يتوافق مع طموحاتهم وقدراتهم الشخصية.

وبيّن الدكتور الحلحولي أن هذا الاختلال بين تفضيلات الطلاب والمسارات الأكاديمية التي اختاروها ليس مجرد قضية شخصية، بل هو تحدٍ منهجي له آثار بعيدة المدى على الفرد والمجتمع.

وحث المعلمين، وأولياء الأمور، وصناع السياسات على الانخراط في حوار حول الغرض من التعليم الجامعي: هل التعليم هو مجرد طريق لتأمين فرص العمل بعد التخرج، أم أنه ينبغي أن يكون بوتقة لتطوير رواد ومبتكرين سيقودون التقدم المجتمعي في المستقبل؟

بدوره، أكد رئيس جامعة الحسين بن طلال السابق، الدكتور نجيب أبو الكركي، على المسؤولية المشتركة للطلبة، والمؤسسات التعليمية، والمجتمع في تشكيل النتائج الأكاديمية والمهنية الناجحة. موضحًا أن الطلبة يجب أن يكونوا أكثر من مجرد متلقين للتعليم؛ بل إنهم يحتاجون إلى أن يكونوا مشاركين نشطين في رحلة التعلم الخاصة بهم، وأن يتحملوا مسؤولية تطويرهم في مجالات رئيسية مثل إتقان اللغة، ومهارات الاتصال، والتخصص العميق في المجالات التي اختاروها.

وأشار إلى أن متطلبات سوق العمل المتطورة أصبحت غير قابلة للتنبؤ بها بشكل متزايد، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي السريع، والعولمة، والنماذج الاقتصادية المتغيرة.

وأوضح الدكتور أبو الكركي أن مثل هذه البيئة المتقلبة تستدعي عدم الاعتماد على النهج التقليدي للتعليم. بدلًا من ذلك، دعا إلى إطار تعليمي أكثر شمولًا وتكيفًا يزود الطلبة ليس فقط بالمعرفة التقنية، بل بالمرونة اللازمة التي ستسمح لهم بتطبيقها.

كما أشار إلى أن التحديات لا تكمن في التخصصات الأكاديمية نفسها، بل في النظام البيئي الأوسع للتوجيه، والدعم التشريعي، والاستجابة للسوق. وحذر من أن الانفصال الحالي بين هذه العناصر يؤدي إلى تفاقم البطالة، ونقص التشغيل بين الخريجين.