ديبلوماسية المذابح

 

كل يومٍ مذبحة.. يرافقها تبشيرٌ بأن وقفاً لإطلاق النار أصبح في متناول اليد، وأن ما يعوق إنجاز هذا العمل الكبير هو بعض التفاصيل الصغيرة، التي يمكن تجاوزها بمجرد جلسة أو عدة جلسات، مع موفدي نتنياهو الذين يحملون تعليماتٍ واحدة لا تتغير، وهي لا تعطوا شيئاً بل اعملوا على كسب الوقت.

المجزرة التي ارتكبت أخيراً ونتنياهو يتوعد بأن سيتلوها ما هو أكبر منها، هي المفاوضات الحقيقية التي تجري والتي ستحدد نتائج الحرب، طال زمنها أم قصر.

نفهم أن ندور في أيام أو أسابيع داخل حلقة مفرغة، ولكن غير مفهوم على الإطلاق أن تكون المرحلة برمتها مجرد حلقة مفرغة، ليس فيها سوى الدم والدمار، والجهد السياسي العابث.

المسار الذي دخلته الحرب على غزة وامتداداتها في الإقليم وفي العالم، هو المسار الذي فرضه نتنياهو وجرّ وراءه الأمريكيين ومن معهم، والوساطات التي مهما بلغ اخلاص الجانب العربي فيها، تظل مجرد محاولات لتخفيف النزيف والدمار ويبدو أن هذا لم يعد ممكناً.

قال غالانت مزايداً على نتنياهو وحتى سموتريتش وبن غفير، هذه الحرب ستسمر وسنرسل الطائرات إلى مخيمات ومدن الضفة، وأفق هذه الحرب الموت لحماس أو الاستسلام.

الأمر هنا صار بحاجة إلى وقفة تأمل وخصوصاً من جانب العرب جميعاً على مختلف اجتهاداتهم وأدوارهم، وإذا كان مركز الحرب غزة وفلسطين فأي تقصير في إنهاءها وعدم تمكين أربابها من تحقيق أهدافهم الأولية يعني أن الخطر يقف على أبواب الجميع.

بالأمس بكينا مذبحة وقبل ذلك كانت كل جلسة حوار حول الهدنة والتبادل إمّا أن تبدأ بمذبحة أو تؤول إلى مذبحة، فهل يتعظ أولي الألباب من كل هذا؟