مفاجآت المقاومة في غزة.. العمليات الزئبقية تغيّر مسار الصراع

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليل مشهد العمليات في غزة، إن المقاومة لا تزال لديها القدرة على إطلاق الرشقات الصاروخية على غلاف غزة بعد 307 أيام من العمليات العسكرية مرتفعة الحدة. ولوحظ، حسب أبو زيد، أن شكل قتال المقاومة بعد اليوم 300 قد أخذ منحى وشكلًا جديدًا حيث ارتفع معدل الكمائن في مناطق غير متوقعة مثل شرق خان يونس ورفح، وانخفض معدل عمليات القنص. كما عدنا نشاهد الوصول إلى آليات الاحتلال ووضع عبوات التفجير من "النقطة صفر" كما حصل في عمليات تل السلطان في رفح، مما يشير إلى قدرة المقاومة على الاحتفاظ بمبدأ الاقتصاد في الجهد.

وأشار أبو زيد إلى أن كل المقاطع التي بثتها المقاومة بعد اليوم الـ300 من العمليات ركزت على استهداف الآليات المدرعة وركزت أكثر على ناقلات الجنود الـ M113 لرفع خسائر الاحتلال في القوى البشرية.

ما يشير حسب أبو زيد في هذا الشكل من المسار القتالي التصاعدي لدى المقاومة، أنه لا يحمل في مضامينه قدرة على المواصلة والاستمرار فحسب، وإنما تطويع وتكيف وتأقلم تحرك المقاومة مع متطلبات العمليات وظروفها الصعبة، والانتقال إلى مناطق اعتبرها الاحتلال أصبحت تحت السيطرة كما حصل في كمين الفراحين.

وأشار أبو زيد إلى أن مناطق شمال غزة هادئة نسبيًا منذ اليوم 300 قبل أسبوع تقريبًا، مما يشير إلى أن المقاومة قادرة على العودة في أي وقت إلى أي مكان تقوم قوات الاحتلال بالانسحاب منه بشكل يمكن وصفه بأنه تحرك زئبقي معاكس لحركة قوات الاحتلال، أي أن حركة المقاومة في مسرح عمليات غزة تشبه حركة الزئبق حين يتم لمسه في أي جهة من الجهات، فإنه يتحرك ليشغل منطقة أخرى. وهذا ما يحدث في غزة ويستنزف قدرات قوات الاحتلال وإمكانياته البشرية والمعنوية واللوجستية، ويجبره على فتح محاور قتال في مناطق انسحب منها، مما يجعل المقاومة قادرة على تجريد الاحتلال من أي إنجاز في أي منطقة في غزة.