هل تنزلق دول المنطقة كلها لحرب مفتوحة؟.. الشرفات يُجيب

 

مستقبل الشرق الأوسط، في أعقاب تهديدات إيران باتخاذ إجراءات مباشرة ضد إسرائيل، تغمره حالة من عدم اليقين، وفي الوقت الذي تقف فيه المنطقة عند مفترق طرق، سيكون للقرارات المتخذة آثار مباشرة ليس فقط على المنطقة، بل على العالم بأسره.

يأتي ذلك بعد تهديدات صريحة من إيران بأنها ستقلب إسرائيل رأسًا على عقب، وهو ما تحدثت عنه مصادر إسرائيلية بأن توقيت الرد سيكون خلال وقت قريب، أما عن المكان والأهداف، فترجح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قيام إيران بإطلاق صواريخ باليستية، ومسيرات مفخخة على قواعد ومواقع للجيش الإسرائيلي، وبما قد يطال قواعد في وسط البلاد، وذلك خلافًا للهجوم الإيراني السابق.

وفي هذا الصدد، قال مؤسس ومدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب الدكتور سعود الشرفات، إن الشرق الأوسط يشهد تصعيدًا عسكريًا وتهديداتٍ أمنية متسارعة، عقب عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة إسماعيل هنية، وسط العاصمة طهران.

وأضاف في حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن ما قد يزيد من خطورة هذا التصعيد هو حرب التصريحات والتهديدات من قبل الأطراف الفاعلة في ساحة الصراع، وبشكلٍ خاص، إيران وإسرائيل، ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الحصن المنيع أمام محاولات استهداف أمن إسرائيل، وهو ما عبرّت عنه بشكلٍ صريح، عندما أكدت واشنطن أنها ستدافع عن إسرائيل في حال تعرضها لهجوم من إيران أو وكلائها، الأمر الذي ينذر بكثير من السيناريوهات، ومنها انزلاق دول المنطقة كلها - وربما رغمًا عنها - صوب حرب مفتوحة غير منضبطة.

وبيّن الدكتور الشرفات أن العالم مقبل على عمليات إرهابية تستهدف بشكل مباشر عددًا من الجهات والمؤسسات، وربما الشخصيات، فالسلوك الجرميّ لآلة الحرب الإسرائيلية باستهداف قادة حماس في الخارج يضعنا أمام تحولٍ غير مسبوق في آليات الرد، ومنها آليات دفاع حركة المقاومة حماس، والتي قد نشهد لها نشاطًا يستهدف إسرائيل ومصالحها في أي مكانٍ في العالم.

وذكر أننا سنشهد خلال الأيام القادمة تأثر المنطقة بفوضى ستتسبب بها مجموعة من العمليات الاغتيالية، والانتحارية بأسلوب الذئاب المنفردة، فمن غير المستبعد أن تدفع حالة الاحتقان والرغبة الجامحة بالانتقام لدى بعض الأفراد من الشباب، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية والغربية، في أي مكان، وبشكلٍ مفاجئ.

أما عن الرد الإيراني، فقد أوضح الدكتور الشرفات بأنه سيكون بما يرضي أقطاب الصراع، ودون تجاوزات، فما يحدث في الكواليس يصب في مصلحة إيران الكبرى، والتي تظهر من خلال مشروعها النووي الذي سيجعل منها عضوًا فاعلًا في الشرق الأوسط الجديد.