غربال أعمى

العميد الركن م. أيمن الروسان

في الحروب تتزايد الاخبار و تضيع الحقائق مع انها واضحة وضوح الشمس . الجديد في الامر سقوط صاروخ على ملعب بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل اسفر عن سقوط ضحايا ليٓتهم الكيان الاس-رائيلي حزب الله اللبناني متوعدا برد قوي وقاسي حماية لساكنيه العرب !! بما يقود المنطقة الى حرب اقليمة . نوع من إدارة الصراع ينطوي على اللعب بالنار، الأطراف فيه لا تملك السيطرة الكاملة على التصعيد ، ف اسرائيل بحاجة إلى ذريعة وفبركة حوادث  لتظليل الرأي العام العالمي وخلق الفتن ودق الاسافين لتفسيخ المنطقة والهيمنة عليها . علامات استفهام كثيرة حول المسؤول عن الضربة ، حزب الله الذي انكر ضلوعه بالحادثة قد يكون ارتكب خطأ عملياتي أو قد يكون خطأ تصدي من قبل إسرا-ئيل ايضا ، لكن المحصلة ان هذا الحادث يُقرب الطرفين من شفا مواجهة شاملة تعتمد على ما سيحدث في غزة حيث تٓعٓثر الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق هدنة فمن الممكن أن يساعد وقف إطلاق النار في القطاع على تحقيق تهدئة سريعة للتوتر في جنوب لبنان تخفف من التكاليف المترتبة على التصعيد وعواقبه . اشكك بأن يكون لدى الجيش الإسرائيلي في وضعه الحالي القدرة والوسائل اللازمة لشن حرب على جبهتين والذي من شأنه تعريض الداخل الاسرائيلي لصواريخ حزب الله سيما وان الجيش الإسرائيلي استدعى 240 من الاحتياط وهذا أدى لاستنزاف كبير في قدراته البشرية وبالنتيجه اسئلة حتمية عن ماهي الغاية من هذه الحرب اذا شنت و وكيفية الخروج منها . دولة الكيان تأمل الخروح من مأزق غزه بحرب اقليمية وليس بوقف اطلاق النار في غزة و توريط واشنطن وتضخيم البعبع الايراني وتعزيز النزاعات الاقليمية في لينان .

عودة الى صاروخ مجدل شمس(تحليل وليس معلومات ) اعتقد انه لا توجد مصلحة للمقاومة اللبنانية لضرب قرية مجدل شمس ولم تقصد المقاومة استهداف مدنيين عرب ينتمون لاقلية دينية . ونظرا للمسافة القصيرة لم يكن من الممكن تفعيل الانذار بوقت مبكر واعطاء المزيد من الوقت للدفاع والهروب الى الملاجيء ايضا صعوبة التضاريس والطيران على ارتفاع منخفض تجعل الاعتراض صعبا من قبل القبة الحديدية بصواريخها الاعتراضية لصاروخ حزب الله الذي اسقط بصاروخ اعتراضي اسرائيلي اجهضه وهنا ايضا لا اظن ان الامر مقصود من قبل اسرائيل لايقاع قتلى .

 اللي مايشوف من الغربال اعمى . جميعنا يعلم ان قرار الحرب على الجبهة الشمالية بيد امريكية و ايقاف حرب غزة ينهي التصعيد وتبرد جميع الجيهات لكنها والهزيمة الاسترابيجية لدولة الكيان بحربها على غزة رغم النجاحات التكتيكية هنا وهناك غير متناسين دماء الشهداء والاباده الجماعية وتدمير البنية التحتية .  لن تعود تلك الايام التي كانت فيها اسرائيل تحسم المعركة في ارض الخصم ، اليوم اذا وقعت الواقعة ستدور رحى الحرب على الاراضي المحتلة وسيقابل جيشها مقاومة شرسة على جميع الجبهات ومن كافة الاتجاهات .