سماء الأردن على موعد مع حدث فلكي
أعلن رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، عمار السكجي، أن ذروة زخات شهب البرشاويات السنوية ستحدث ليلة الاثنين/الثلاثاء، 12-13 أغسطس. هذه الشهب هي نتيجة بقايا مذنب سوفت-تيوتل، الذي يدور حول الشمس مرة كل 135 سنة، وتحدث عندما يتقاطع مدار الأرض مع بقايا المذنب.
ووفقًا للجمعية الفلكية الأردنية، سميت شهب البرشاويات بهذا الاسم نسبةً إلى كوكبة برشاوس، حيث يظهر مركز الإشعاع الشهابي كأنه يخرج من هذه الكوكبة. وتكون هذه الشهب بأحجام مختلفة، بدءًا من حبيبات الرمل وحتى حجم حبة الفاصوليا التي تحدث كرة نارية ممتدة وبألوان زاهية. تدخل هذه الحبيبات الغلاف الجوي بسرعة تزيد عن 60 كيلومترًا في الثانية، وترتفع درجة حرارتها إلى 1650 درجة مئوية، ما يؤدي إلى احتراقها على ارتفاعات تتراوح بين 70 و100 كيلومتر، وينتج عن ذلك الشهاب.
تستمر زخات شهب البرشاويات من 17 يوليو إلى 24 أغسطس 2024، وتعد واحدة من أكثر زخات الشهب لمعانًا وإثارة في السماء. وأشار السكجي إلى أن هذه الزخات آمنة، حيث تحترق معظم حبيبات الرمال في الفضاء وتتحول إلى رماد.
بلغ معدل ذروة شهب البرشاويات نحو 100 شهاب في الساعة في الظروف المثالية، حيث يكون مركز الإشعاع في أعلى ارتفاع في السماء. وبالنسبة للأردن، يشرق مركز الإشعاع نحو الساعة 8:12 مساءً من يوم الاثنين، وتزداد احتمالية رؤية الشهب مع مرور الوقت، ويكون أفضل وقت لمشاهدتها بين الساعة 9:30 مساءً والساعة 4:30 صباحًا، خاصة بعد غروب القمر في الساعة 11:28 مساءً.
أوضح السكجي أن أفضل وقت لمشاهدة شهب البرشاويات سيكون عندما يرتفع مركز الإشعاع إلى نحو 60 درجة في الساعة 4:30 صباحًا يوم الثلاثاء 13 أغسطس، حيث من المتوقع رؤية حوالي 58 شهابًا في الساعة، مع اختلاف العدد حسب الظروف الجوية.
تعتبر زخات شهب البرشاويات حدثًا عالميًا يجذب اهتمام الفلكيين وهواة التصوير وعشاق السماء. وأكد التقرير السنوي لمنظمة الشهب العالمية 2024 أن الأردن يعد من أفضل المناطق عالميًا لرصد هذه الزخات بفضل صفاء الجو وقلة الغيوم في هذه الفترة من السنة.
يمكن مشاهدة زخات الشهب والكرات النارية بالعين المجردة من معظم مناطق الأردن، خاصة في الصحارى والأرياف والمناطق البعيدة عن التلوث الضوئي. يُنصح بالنظر إلى السماء في جميع الاتجاهات والاستلقاء على الأرض لمراقبة الشهب بشكل أفضل، حيث يتطلب ذلك قليلًا من الصبر.
في نوفمبر 1999، أعلنت منظمة الشهب العالمية أن الأردن هو الأفضل عالميًا في رصد شهب مشابهة تُسمى "عاصفة شهب الأسديات"، حيث نظمت الجمعية الفلكية الأردنية مخيمًا ومؤتمرًا عالميًا حضره العديد من الفلكيين والمتخصصين من دول العالم.