صحيفة أميركية تطرح سيناريو غزة بعد الحرب.. ومحمد دحلان يرد
من سيحكم غزة؟ سؤال ما انفك يعيق الجهود لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل منذ تسعة أشهر من أجل تدمير "حماس".
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسعى أميركي وإسرائيلي وعربي لتمكين محمد دحلان، المسؤول الفلسطيني الأمني سابق من تأدية هذا الدور، علماً أنه حاول سابقاً سحق "حماس" وتم "نفيه" لاحقاً من الضفة الغربية.
ودحلان مستقل عن "حماس" والسلطة الفلسطينية على حد سواء. هذا يجعله شخصاً قد ترغب الحكومة الإسرائيلية في العمل معه، وفقاً لمحلل سياسي إسرائيلي. أما في واشنطن، فقد صوّره بعض المسؤولين الأميركيين على أنه لاعب أساسي منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
ويتمتع دحلان بالكاريزما والقبول والعلاقات في المجال السياسي ما يخوله النجاح في هذا الدور، بحسب آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سلام أميركي مخضرم في الشرق الأوسط. وتابع: "إنه فعّال بشكل لا يصدق ويمكنه تحقيق ذلك في ظل الظروف التي تسمح له بتحقيق ذلك"، بما في ذلك وجود حكومة إسرائيلية داعمة ودعم من الولايات المتحدة والدول العربية الرئيسية.
وللعلم، فقد أظهرت حركة "حماس" مؤخراً ليونة تجاه دحلان ملوحة بأنها قد تقبل به كجزء من الحل الموقت لإنهاء الحرب.
وقال المسؤول الكبير في "حماس" باسم نعيم إن الحركة تعطي الأولوية لرؤية شاملة لغزة ما بعد الحرب "تستند إلى المصلحة الوطنية والتوافق الوطني" عوضاً عن معارضة أو دعم أشخاص معينين.
وصرّح للصحيفة قائلاً: "من غير المقبول أن يتم فرض أي طرف من قوة عليا".
ووفقا لخيار قيد الدراسة حاليا، سيشرف دحلان على قوة أمنية فلسطينية قوامها 2500 رجل تعمل بالتنسيق مع قوة دولية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية، بحسب ما قال مسؤولون عرب. وسيتم فحص القوات الفلسطينية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، ولن يكون لها ولاء واضح للسلطة الفلسطينية التي لا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تسيطر على غزة، بحسب المسؤولين.
وتابع المسؤولون أنّه في حال نجاح هذه الخطة، يمكن لهذه القوة أن تتوسع للمساعدة في إعادة إعمار غزة، بتدريب من الولايات المتحدة والدول العربية. وقال المسؤولون إن شركات أمن غربية خاصة يمكن أن تلعب دورا أيضا.
وقال إيهود يعاري، وهو محلل إسرائيلي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنّ دحلان أجرى محادثات أولية مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين بشأن دور محتمل في غزة، لكن القبول الإسرائيلي غير مضمون: "يمكن لدحلان أن يلعب دورا، لكنه لا يمكن أن يكون الحل".
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الأمر.
وقالت ديانا بطو، وهي مفاوضة سلام فلسطينية سابقة عملت مع دحلان: "كان دحلان موجوداً وغير موجود على الساحة في الوقت نفسه، فهو لم يذهب إلى فلسطين منذ العام 2011. ربما يكون قد غادر غزة ولكن غزة لم تغادره أبدا".
محمد دحلان ينفي
بدوره علّق دحلان على منصة "اكس" قائلاً: "مرة تلو أخرى تطرح أو تسرب سيناريوهات مختلفة إلى وسائل الإعلام عن مخارج وترتيبات اليوم التالي للحرب المدمرة التي شنها ويواصلها الإحتلال الإسرائيلي، وأحيانا يتم الزج باسمنا لخلق بعض الإثارة".